الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
3 - اليقين يصلح السريرة

3 - اليقين يصلح السريرة

يخيل للإنسان أحياناً أنّه وبوسيلة المحاسبة والدراسة لسجله من الأعمال أنّه عامل في الظاهر بوظيفته التي أنيطت إليه،ولكن لايعلم بالواقع والحقيقة من وراء ذلك، ولهذا يعيش حالة من التشويش والاضطراب والقلق، فهل إنّ سلوكه وعمله‏ مطابق لما يرتضيه البارئ عزّ وجلّ أم لا؟ وهل إنّ باطنه كان خالياً من الشوائب أم أنّه كان أسيراً بيد الشيطان والنفس الأمّارة وهو لايعلم؟ وعلى فرض كان باطنه ملوثاً فكيف يمكنه النجاة والخلاص من ذلك الخطر الحادق؟ وما هو طريق النجاة من‏ذلك العذاب الروحي؟

ونقول في مقام الإجابة على هذا السؤال: أنّ الملاك والقياس في معرفة طهارة السريرة والباطن هو وجود اليقين ‏بالعقائد التي يؤمن بها مذهب أهل البيت‏ عليهم السلام؛ لأنّ اليقين هو الذي يصلح الباطن ويطهره، وهذا ما اكد عليه الدعاء الذي يُقرأ في ليلة الأحد فقد جاء فيه:

اَللَّهُمَّ اَصْلِحْ بِالْيَقينِ سَرائِرَنا.(215)

ومن هنا يمكن القول بأنّ أصحاب اليقين يتمتّعون بذات طاهرة ونفس مجبولة على فعل الصلاح والخير، بعيدين عن ‏حالات الفساد والخيانة، وأمّا اُولئك الذين يحملون في باطنهم وسرائرهم الظلام والسوء فيمكنهم إصلاح أنفسهم، وذلك ‏عن طريق إيجاد اليقين والعمل على تقويته.

فإنّ اليقين لايحفظ الشعور والضمير اللاواعي من التأثيرات التي تتركها الوساوس الشيطانية فحسب، وإنمّا يطهر السريرة والباطن من كلّ فساد مستشري فيه، ويعمل على إصلاحه ويقلح جذور الرذائل والخبائث. ولهذا يقول الرسول الأكرم ‏صلى الله عليه وآله وسلم في‏ إحدى خطبه:

خَيْرُ ما اُلْقِيَ فِي الْقَلْبِ اَلْيَقينُ.(216)

لأنّه وكما قلنا، فإنّ اليقين لن يكون وحده المطهر للشعور واعٍ فقط، وإنمّا يعمل كذلك على تطهير الباطن من الأخطاء العقائدية والأخلاقية.


215) بحار الأنوار: 286/90.

216) بحار الأنوار: 211/21. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2752
    اليوم : 68104
    الامس : 92721
    مجموع الکل للزائرین : 131606817
    مجموع الکل للزائرین : 91278427