الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
4 - التفكّر في نعم اللَّه أو عامل التوفيق المهمّ

4 - التفكّر في نعم اللَّه أو عامل التوفيق المهمّ

إنّ التفكير والتأمّل في النعم التي أنعمها البارئ عزّ وجلّ على الإنسان والتي لايمكن بحال من الأحوال إحصاؤها عامل‏ مؤثر في جلب التوفيق. ويمكن من خلال التفكير في مخلوقات اللَّه تبارك وتعالى فتح نافذة وإطلالة وسيعة ودرّ التوفيقات ‏صوبه.

عن مولانا أميرالمؤمنين‏ عليه السلام أنّه قال:

مَنْ تَفَكَّرَ فِي آلاءِاللَّهِ وُفِّقَ.(202)

لأنّ الإنسان يمكنه عن هذا الطريق من تنمية محبة اللَّه علا شأنه في قلبه وزيادة وهجها وبالتالي ستكون العامل الأقوى ‏والمؤثر للإتجاه نحو طاعة وعبادة اللَّه تعالى، ولهذا الدليل يقول أميرالمؤمنين علي‏ عليه السلام في حديث آخر:

اَلتَّوفيقُ مِنْ جَذَباتِ الرَّبِ.(203)

ويمكن من خلال هذا الحديث استخلاص نتيجة مفادها: إنّ الإنسان بإمكانه الحصول على التوفيقات الإلهية وذلك‏ عبر التفكير بآلائه ونعمه التي لاتعد ولاتحصى والتمتع بالقرب الإلهي الذي خص بها عباده المخلصين.

ويجب على الإنسان الالتفات إلى نقطة وهي: إنّ وجود أهل البيت‏ عليهم السلام هي ليست من أهم النعم الإلهية التي أنعم بها اللَّه عزّ وجلّ ‏على البشر، بل وإنمّا أي نعمة نزلت على الإنسانية وأينما تكون هي بسب وجودهم المبارك ولأجلهم، وهي تحت اختيارهم.

وعلى هذا الأساس فإنّ التفكير والتأمل في الفضائل والمناقب التي حواها بيت العصمة والطهارة عليهم السلام وخاصة آخر سلسلة الإمامة الإمام بقية اللَّه الأعظم أرواحنا لمقدمه الفداء والذي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً سوف يزيد توفيقات‏ الفرد.

وفي هذه الحالة، فإنّ الرحمة الإلهية سوف تشمل حاله وسيكون على الطريق المستقيم لأولياء اللَّه وينال مقاماً محموداً.


202) شرح غرر الحكم: 308/5.

203) شرح غرر الحكم: 144/1. 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2751
    اليوم : 0
    الامس : 76930
    مجموع الکل للزائرین : 131262447
    مجموع الکل للزائرین : 91036970