الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
الصبر يمنح القدرة والقوّة

الصبر يمنح القدرة والقوّة

لقد عبّر البارئ عزّ وجلّ عن الصبر بأنّه وسيلة مساعدة واستعانة، فقال في محكم كتابه المجيد:

«وَاسْتَعينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلوةِ».(148)

لقد قرن اللَّه سبحانه وتعالى الصبر بفريضة الصلاة، بل وجعله مقدّماً عليها، وهو إشارة واضحة إلى أنّه من الآثار التي تمنح ‏القدرة والقوة على العبادة وعادة ماتحدث نتيجة صبر الإنسان واستقامته.

ويمكن للإنسان ونتيجة صبره الحصول على الإمدادات الغيبية، والتي تمنح عادة عن طريق الملائكة، حيث يُؤمرون ‏بإيصالها إلى الصابرين.

إنّ القرآن الكريم لايرى أنّ الصبر والإستقامة هي وظيفة جميع المؤمنين فقط، وإنّما يأمر بالإضافة إلى الإستعانة به، أن‏نحثّ الآخرين ونأمرهم به، فيقول اللَّه تبارك وتعالى:

«يا اَيُّهَا الِّذينَ امَنُوا اِصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا»(149) .(150)

ولا شكّ فإنّ الصبر والاستقامة تمنح الإنسان قوة وقدرة إضافية على تجاوز النكبات؛ باعتباره يعطي الروحية اللازمة ويؤطئ النفس لتكون مستعدة لتحمل المشاكل والمحن، وبالطبع فإنّ التؤطئة والاستعداد له كلّ الأثر في مقاومة القوى ‏المضادة والتغلب في ظروف قد لاتصمد النفس عليها في الظروف العادية.

قال اللَّه العزيز الحكيم:

«اِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِأَتَيْنِ».(151)

ويأتي هذا الأمر نتيجة قدرة الصبر على زيادة القوى الجسمانية لدى الإنسان المؤمن، ويجعله مستقيماً وصابراً ومقاوماً أمام العدو، فعندما تقوى روحية الإنسان وتنمو في فكره وعقله، فإنّها تبدّل الضعف الجسدي إلى قدرة وقوة هائلة لايستهان بها.

أصبحتُ كالنسرِ خانتهُ قوادمهُ

لا تستقلُّ جناحاهُ إذا نهضا

أروحُ من نائباتٍ لا تُغبُّ ومِن

هُمومِ عيشٍ كما لا أشتهي غرضَا

لكنني قد حلبتُ الدهرَ أشطرُه

فما يراني لخطب نابَ مُنقبِضا

ألقى الحوادثَ بالصبر الجميل ومَق

دورَ القضاء بتسليمٍ له ورِضا

علمًا بتغيير أحوالِ الزمان فكم

رأيتُ مُبرم أمرٍ عاد مُنتقضا


148) البقرة: 45.  

149) آل عمران: 200.

150) راجع: تفسير العيّاشي: 212/1.

151) الأنفال: 65. 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2555
    اليوم : 67802
    الامس : 89459
    مجموع الکل للزائرین : 131422004
    مجموع الکل للزائرین : 91117300