الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
لتكن النفس مستعدة للصبر والاستقامة

لتكن النفس مستعدّة للصبر والاستقامة 

إنّ هناك العديد من الناس يبدون الصبر والإستقامة أمام المشاكل والمصائب، على عكس آخرين فإنّهم ينهارون أمام‏ كلّ مصيبة ومشكلة تحدث، وليس لهم القدرة على تحمل الاُمور الصعبة.

ومثل هؤلاء الأشخاص وبدلاً من حل مشاكلهم والمصائب التي ألمت بهم بالصبر والاستقامة فإنّهم يزيدون في الطين‏ بله، فيضيفون إلى مشكلتهم مشكلة اُخرى، فتتأثّر حياتهم سلبياً وتتكالب عليهم الهموم والأحزان فتصبح الحياة لا طعم‏ لها ولا لون.

فيقول أميرالمؤمنين في هذا الصدد:

وَعَوِّدْ نَفْسَكَ بِالتَّصَبُّرِ.(142)

باعتبار أنّ النفس تطلب الراحة وتهرب من الصعوبات والمحن والمشاكل.

وعادة ما عودتنا الحياة على خذلان كلّ إنسان ليس له طاقة على تحمل الصعاب والمرارة، فتراه يظل يراوح في مكانه ‏طوال حياته ويهاب الوصول إلى قمم المجد والنجاح، ولهذا يجب أن نزرق النفس ونعطيها الدافع والمبرر على الصبر والتحمل لكي تتمكن من تحمل المشاكل والمصائب النازلة، بل العمل على تعويدها، لكي نصل إلى الأهداف التي نطمح‏ لها؛ لأنّ الإكراه والإجبار على الأعمال لا طائل له، بل إنّه في الكثير من الحالات له آثار ومردوات سلبية وعكسية حتّى‏ الصبر، فإنّه لايكون نافعاً ومفيداً مادامت النفس ليس لها الإستعداد على قبوله والتحلّي به.

ولهذا السبب يوصي النبي الخضر، النبي موسى قائلاً له:

وَطِّنْ نَفْسَكَ عَلَى الصَّبْرِ.(143)

فحينما يكون الإنسان صابراً وذا استقامة فإنّه يصل لامحال إلى مقصوده، ويرى نجاحاته وموفقيته وهي تتحقق على‏ أرض الواقع.

لا تستكنْ للهمِّ واثنِ جِماحه

بعزيمةٍ في الخطب لا تتضعضعُ

فإذا أتى ما ليس يُدفع فالقهُ

بالصبر فهو دواء ما لا يُدفعُ

ومن وصاياه الاُخرى:

رَضِّ نَفْسَكَ عَلَى الصَّبْرِ تُخَلِّصْ مِنَ الْاِثْمِ.(144)

وقد جاء هذا الحديث من باب إذا لم تكن النفس مستعدة الصبر وكانت مكرة عليه باطنياً، فإنّ ذلك يسبّب آثاراً سيّئة، وبطغيانها تكون وسيلة لهزيمة الإنسان.

نعم؛ إنّ السبب الأساسي والعلة الرئيسية في التوصيات الأكيدة الواردة عن أهل البيت‏ عليهم السلام في خصوص الصبر باعتبار أنّ الصبر وسيلة النجاح في الامتحان الإلهي، ويمكن من خلاله اختباره ومعرفة مدى استقامته وتحمّله وعمليّة في ثبوت ‏إيمانه واعتقاده.

لقد شارك أولياء اللَّه تعالى جميعهم من دون استثناء في هذا الإمتحان الإلهي واستطاعوا في أحلك الظروف الاستسلام ‏للمشيئة الإلهية والقبول بها من دون اعتراض.


142) نهج البلاغة: الرسالة رقم 31.

143) بحار الأنوار: 61/34.  

144) بحار الأنوار: 227/1.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2606
    اليوم : 28667
    الامس : 89459
    مجموع الکل للزائرین : 131343775
    مجموع الکل للزائرین : 91078165