الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
العمل على استغلال الوقت والفرصة

   العمل على استغلال الوقت والفرصة

من المؤكد أنّ الإنسان محدود ومقيد بحدود وقيود، وواحد من تلك القيود هو قيد الزمن، ويمكن القول إنّ جميع ‏عظمائنا واُولئك الذين سجلوا أسماءهم في التاريخ البشري عبر مختلف النجاحات الباهرة التي حققوها في الحياة العلمية والعملية، كان عامل الزمن هو العامل الأنجع الذي جعلهم ينالون كلّ تلك المقامات والمراتب السامقة، فإذا كان سلوك‏ الإنسان في الماضي لم يستمد خطواته من هؤلاء العظام، فلابد من تجديد الأمر في مسلك حياته، ويلحظ المهلة المتبقية من عمره واستغلالها بكل ماهو قيم وثمين ونافع.

إنّ ساعات العمر تمر سريعاً ويأخذ عمر الإنسان بالتناقص ويصل تدريجياً إلى نهاية حياته في هذا الدنيا؛ لذا فإنّ ‏الإنسان العاقل والحكيم هو من يستغل الفرص ويستفيد منها بأفضل وجه.

قال الإمام أميرالمؤمنين علي عليه السلام:

لَوْ صَحَّ الْعَقْلُ لَاغْتَنَمَ كُلُّ امْرَءٍ مَهَلَه.(76)

ويجب على كلّ شخص منّا أن يعي أهمية الوقت واعتباره رأس مال وجودنا في هذه الحياة، وهذه حقيقة يشهد بها العقل،وانطلاقاً من ذلك نحاول بكل ما أوتينا من قوة الانتفاع من المهمّة المقرر للعيش وعدم هدرها.

إذا كنت أعلم علم اليقين

بأن جميع حياتي كساعة

فلم لا أكون ضنيناً بها

وأنفقها في صلاح وطاعة

نعم؛ فقد ورد الكثير من الأحاديث عن أهل البيت‏ عليهم السلام حول قيمة الوقت واسغلاله وحذروا من مغبة هدر لحظات العمر من‏هنا لابدّ أن يعرف الإنسان مدى قيمة ساعات هذا العمر، ويعمل على عدم تضيعه بأمور وقضايا بعيدة عن الهدفية والواقعية التي تصل به إلى قمة اللذة بالمعنويات، وأن يعلم أنّ كلّ لحظة تنقضي من لحظات حياته هي إنذار صريح على‏نقصان عمره:

عن أمير المؤمنين ويعسوب الدين على عليه السلام قال:

اَلْعُمْرُ تُفْنيهِ اللَّحَظاتُ.(77)

إنّنا في كلّ نفس نتنفسه أو أي لحظة تمر من حياتنا تلقي بظلالها على حياتنا وهي مؤشر على فقدان مقدار من أعمارنا.

يا أيها الغافل جد في الرحيل

وأنت في لهو وزاد قليل

لو كنت تدري ما تلاقي غداً

لذبت من فيض البكا والعويل

فاخلص التوبة تحظى بها

فما بقي في العمر إلا القليل

ولا تنم إن كنت ذا غبطة

فإن قدامك نوماً طويل

وبطبيعة الحال فإنّ الأشخاص الذين يعملون بجدية متناهية ليلاً ونهاراً من دون نصب وتعب ويقومون بأعمال الخير والصلاح ولايضيّعون لحظة من لحظات أعمارهم في اُمور تافهة سوف تكون صفحات أعمالهم مشرقة، ويتركون نتائج ‏وثمرات تجعلهم مخلدين في الدارين، أليس حرياً بنا أن نكون مثل هؤلاء، ونسلك نهجهم؟


76) شرح غرر الحكم: 112/5.

77) شرح غرر الحكم: 92/1.

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2603
    اليوم : 72658
    الامس : 92721
    مجموع الکل للزائرین : 131615925
    مجموع الکل للزائرین : 91287535