الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
القدرة على اتخاذ القرار هي عامل النجاح والضعف، فيه يعني الفشل

   القدرة على اتخاذ القرار هي عامل النجاح

   والضعف، فيه يعني الفشل 

وكما هو واضح للقاصي والداني فإنّ الهمم العالية في تحقيق أفعال الخير والعزيمة في طريق الفلاح والنجاح، لهي دليل ‏على عظمة وقوة إرادة الفرد، وإنّ الضعف في اتّخاذ القرار النهائي والمناسب دليل على الهزيمة والضعف والنتيجة مرور الفرص الموجودة.

وهناك دراسة ميدانية أجريت على ما يقارب من 25000 ألف من اُولئك الذين تعرضوا إلى انتكاسة وهزيمة في أعمالهم‏ ولم يصلوا إلى أهدافهم التي رسموها في حياتهم، أظهرت أنّ هناك 31 عاملاً أساسيّاً كان السبب من وراء ذلك، ولعل أهم‏ تلك الأسباب والعوامل هو الضعف في القدرة على اتخاذ القرار النهائي المناسب.

إنّ المسامحة في الاُمور والأعمال وتأجيل عمل اليوم إلى الغد هي بالضد، وتتقاطع مع عملية اتخاذ القرار المناسب ‏والنهائي وهما العدو اللدود لإضعاف القدرة والقوة في النفس، ولذا يجب على الجميع التغلّب عليهما.

وأمّا الدراسة الاُخرى التي أجريت على المئات من الأشخاص الذين استطاعوا نيل أهدافهم تشير إلى حقيقة مفادها هي: أنّ هؤلاء جميعاً يتمتعون بخصوصية الإرادة والتصميم على إتخاذ القرار الصحيح والمناسب والإصرار على الهدف ‏ومواصلة المشوار وعدم تغير ذلك حتى وإن كلفهم الكثير من التضحيات والخسائر.

لاشكّ فإنّ الذين لم يصلوا إلى أهدافهم هم اُولئك الأشخاص الذين لم يتمكوا من اتخاذ القرار المناسب ويغيّروا بسرعة مطلقة قراراتهم المصيرية.(51)

إذن يجب أن يسعى الإنسان إلى أن يزيد من قدرته على اتخاذ القرار المناسب؛ باعتبار أنّ القدرة تلك كلما ازدات تعطي‏ نتائج وآثاراً إيجابيّة أكبر، وتستطيع أن توصله بشكل افضل ومن خلال الإرادة الراسخة والهمة المتعالية إلى ما يطمح إليه‏ ويبغيه.

قال أميرالمؤمنين علي‏ عليه السلام:

مَنْ كَبُرَتْ هِمَّتُهُ عَزَّ مَرامُهُ.(52)

وعلى هذا الأساس فمن المناسب بمكان تجليل واحترام اُولئك الأشخاص الذين يمتلكون الهمة العالية والطموح‏ البناء ووصلوا في ظل قدرتهم على اتخاذ القرارات المصيرية والتصميم الصحيح إلى أهدافهم، وبالطبع فإنّ الناس ينظرون ‏إليهم نظرة احترام وتقدير ويقومون بالإطّراء بالمدح والثناء والتمجيد.

ومثل هؤلاء فإنّ سلوكهم يشكّلان نقطة انعطاف تأخذ وقودها وحركتها من العزّة والعظمة، وهم يشكلون حسب نظرة الآخرين مجموعة من الأشخاص التي تتمتع بخصال وصفات متميزة وفريدة من نوعها فاستطاعوا عبر الهمة العالية والرأي السديد والقاطع من السير في طريق القرب الإلهي فبلغوا الذروة في السلوك في المسائل المعنوية، وبذلك فقد توفرت لديهم كلّ عناصر السمو البشري فما كان منهم إلاّ الوصول إلى مقامات تجعلهم بالقرب الإلهي والدخول في دائرة العناية واللطف من لدن أهل البيت‏ عليهم السلام وتلك لعمري منزلة ومكانة يغبطون عليها من قبل الجميع.

واحسرتاه تقضى العمر وانصرمت

ساعاته بين ذل العجز والكسل

والقوم قد أخذوا درب النجاة وقد

ساروا إلى المطلب الأعلى على مهل


51) كتاب فكر لتصبح غنياً: 140.

52) شرح غررالحكم: 288/5.

 

 

 

 

 

    زيارة : 2677
    اليوم : 52324
    الامس : 89459
    مجموع الکل للزائرین : 131391061
    مجموع الکل للزائرین : 91101822