الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
1 - التفاؤل والإيمان بالهدف

1 - التفاؤل والإيمان بالهدف

إنّ هناك الكثير من الناس من يتمنى ويريد الوصول إلى أعلى المراتب والتطوّر والتقدم في مختلف مجالات العلم‏ والمعارف ليكون مؤثراً ويلعب دوراً اساسيّاً في تحديد مصير مجتمعه وسوق الناس صوب المعنويات وإرشادهم‏ وهدايتهم مثله مثل أولئك العظام الذين سجلوا أسماءهم في صفحات التاريخ بحروف من نور.

ولاشك فإنّ هذه الرغبات تكمن وتتواجد في نفوس العديد من الأشخاص، ولكن بما أنّهم يجهلون التاريخ الناصع ‏والمشرق لهؤلاء، لذا يخيم عليهم نوع من الإحباط واليأس ويعتبرون الوصول إلى تلك المراتب سراباً وخيالاً من الصعب‏ تحقيقه.

ونتيجة الدروس التي تعلمناها من مذهب أهل البيت‏ عليهم السلام، والتي تصنع بدورها إنساناً متكاملاً والإشعاعات التي تنير القلوب ودائرة الوهج وإطلالة النور التي أشرقت في القلب نتيجة الإرشادات والتوجيهات التي جاءت على لسان الأئمة الأطهار عليهم السلام، يمكننا الوصول إلى حقيقية وهي أنّ الآمال العريضة والأهداف العظيمة والمقاصد العالية هي اُمور كان يوصي‏ بها هؤلاء الأبرار الأطياب ‏عليهم السلام إلى شيعتهم ومحبيهم، والتحذير من مغبة الوقوع في شباك اليأس والقنوط.

وقد كان تلك التوصيات والارشادات لاتقتصر على الأحاديث فحسب، وإنّما كانوا يحثون الاُمّة على العمل بها حتى‏ من خلال الدعاء والتضرع إلى الساحة القدسية للبارئ عزّ وجلّ، فقد كانت في تلك الأدعية دروس في الأمل والتطلع، ومن هذا الباب فقد أمرونا أن نقرأ في يوم الجمعة هذا الدعاء:

... اَلّلهُمَّ اجْعَلْنا مِنْ أَقْرَبِ مَنْ تَقَرَّبَ إِلَيْكَ.(39)

وبالطبع فإنّ مثل هذه الأدعية هي دروس استشراق وأمل ورجاء لجميع من يشعر بوجود الحقارة في نفسه، تنمي روح ‏العزيمة والإصرار للوصول إلى الأهداف المتعالية والكبيرة في قلوب جميع شيعة ومحبي أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام.


39) بحار الأنوار: 339/90.

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2747
    اليوم : 62979
    الامس : 89459
    مجموع الکل للزائرین : 131412372
    مجموع الکل للزائرین : 91112478