اختيار أفضل وأسمى الأهداف

يجب علينا أن نحرص كلّ الحرص للامتناع من الخوض في القضايا والاُمور التافهة والمضيعة للوقت لاسيّما أن ‏الفرصة في هذه الحياة قصيرة والعمر محدود، وينبغي لنا الاهتمام بالمسائل الضرورية والمهمّة والحياتية التي نضمن‏ بواسطتها الفوز في الدارين.

ويجب أن يضع الإنسان الهدف الأسمى الذي يريد الوصول إليه في أولوية عمله ويسعى بكلّ قواه وإمكانياته لتحقيقه؛ لأنّ التوجه للمسائل والقضايا غير المجدية والمهمّة يستفقده مهمّة البحث عن القضايا القيمة والثمينة والأساسيّة وبذلك ‏تمنعه من الوصول إلى الهدف المتعالي للخلقه.

عن أميرالمؤمنين علي‏ عليه السلام قال:

مَنِ اشْتَغَلَ بِغَيْرِ الْمُهِمِّ، ضَيَّعَ الْاَهَمَّ.(33)

وبطبيعة الحال فإنّ التوجه والإهتمام بالاُمور والمسائل التي ليس لها أيّ قيمة وأهمية تذكر تتقاطع وتتشابك مع‏الوصول إلى الهدف المنشود، ولاتعود على الإنسان إلاّ بالفشل، وهذه حقيقية أوضحها مولانا اميرالمؤمنين علي ‏عليه السلام في‏حديثه هذا، لتكون درس عبرة للمجتمع البشري وخاصة لشريحة الشباب والفتيان.

إنّ المجتمع الإنساني هو اليوم بأمس الحاجة إلى اتباع حديث أمير المؤمنين ‏عليه السلام فإذا التزم به وجعله نصب عينيه وأخذ منه الدروس المطلوبة، سوف يحدث تغيراً وتحولاً عظيماً في نمطية وسلوكية حياته وتعاملاته ويشهد حياة أفضل وعيشاً رغيداً ومنعماً.

وبما أنّ العمر محدود بعدد من الأيام والسنين وليس للإنسان الإحاطة بكل الاُمور والقضايا وأدركها، إذن عليه استغلال ‏أفضل الاُمور وأهم القضايا وأعظمها وتجنب كلّ شي‏ء لاقيمة له، فإنّه لايجلب سوى ضياع العمر وخسرانه.

ولأجل الإستفادة المطلوبة من العمر والانطلاق إلى عالم التكامل بعزيمة وثقة، علينا عدم التفكير إطلاقاً بالقضايا الجزئية لنرتفع ونتسابق ونتبارى للحصول على أسمى الأهداف وأفضلها.

قال أميرالمؤمنين علي‏ عليه السلام:

إِنَّ رَأْيَكَ لايَتَّسِعُ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ فَفَرِّغْهُ لِلْمُهِمِّ.(34)

---

33) شرح غرر الحكم: 330/5.

34) شرح غرر الحكم: 606/2.