الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
تحليق الفكر والتفكّر

تحليق الفكر والتفكّر

   لأبدّ للإنسان أن يبتعد عن عالم الوهم والخيال والسير في طريق الحقيقة، وبالطبع فإنّ التمسك بالفكر والتفكّر في ‏معرفة الحقائق الكونيّة والاُنس بها تبعده عن حالات وعالم الوهم والخيال، وتجعل منه عالماً وباحثاً عن الحقيقة والواقع، وعلى هذا الأساس يقول النبي عيسى‏ عليه السلام:

َوِّدْ... قَلْبَكَ الْفِكْرَ.(2)

   ومن المؤكّد فإنّ الاُنس والاُلفة مع التفكّر يزيد من قدرات الفكر والقوى التمركزيّة، وتعمل على إعطاء شحنات قويّة للفكر، وتضعف الوهم والخيال في داخل الإنسان، فتكون النتيجة إزالة آثار الشيطان وحبائله، وإحباط كلّ ما يروج له ‏أعداء الدين والمذهب؛ لأنّ الإنسان بطبيعة الحال إعتاد على التفكير الصحيح، والتأمّل في اختيار الأقوم، وبنى قواعده‏ العقائديّة ومعلوماته على أساس ذلك، ولهذا الدليل جاء حديث الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب‏ عليه السلام حين قال:

لا عِلْمَ كَالتَّفَكُّرِ.(3)

   وكما أشارنا سابقاً فإنّ الفكر والتفكّر، والإستفادة من القيم الموجودة في العقل البشري هي من الصفات العظيمة للشخصيّات‏ الفريدة والنادرة. فهؤلاء ومن خلال التحليق في عالم الفكر والغور في التفكّر ومعرفة الكائنات الوجودية يضاعفون من درجات‏ إيمانهم ويقينهم، ويزيدونها مراتب ودرجات. ومن هذا المنطلق تبقى أفكارهم ورؤاهم حيّة طرية، ولاتنطفي جذوتها أبداً.

   قال رسول اللَّه ‏صلى الله عليه وآله وسلم للإمام أميرالمؤمنين‏ عليه السلام:

مِنْ صِفاتِ الْمُؤْمِنِ اَنْ يَكوُنَ جَوَّالَ الْفِكْرِ.(4)

   ويمكنهم كذلك من تعالي أرواحهم، واختيار أعلى الأهداف وأرفعها، فتكون لديهم الإرادة القويّة والعزيمة الراسخة، فيسألون الله عزّ وجلّ وبواسطة الدعامة والرصيد الفكري الرصين الذي يتمتّعون به نيل التوفيقات والأهداف المقدّسة.


2) بحار الأنوار: 329/14، عن تنبيه الخواطر: 229/2.

3) بحار الأنوار: 409/69، نهج البلاغه: الكلمات القصار 109.

4) بحار الأنوار: 310/67.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2575
    اليوم : 0
    الامس : 101547
    مجموع الکل للزائرین : 132259672
    مجموع الکل للزائرین : 91736023