الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
عظمة ومكانة الحرم الشّريف للإمام الرّضا عليه السلام من خلال أحاديثه عليه السلام

عظمة ومكانة الحرم الشّريف للإمام الرّضا عليه السلام

من خلال أحاديثه عليه السلام

  قبل التّطرّق والحديث عن مدى ومقدار الثّواب المكتوب في زيارة الإمام ثامن الحجج عليه السلام ، نقدّم توضيحاً مختصراً عن عظمة حرم الإمام الرّضا عليه السلام والمرقد الطّاهر له عليه السلام ؛ كي ندرك حين الزّيارة جلالة وهيبة ذلك المكان المقدّس ، وبالتّالي الإحساس والشّعور في الحضور المادّي المعنوي أمام ذلك الإمام الهمام عليه السلام :

  ومن نافلة القول التّأكيد أنّ في هذا المكان المقدّس يحضر جميع أولياء اللَّه الصّالحين والملائكة المقرّبين و... ، فيقول الإمام الرّضا عليه السلام في حديث له :

 هذه البقعة روضة من رياض الجنّة ، ومختلف الملائكة ، لايزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد إلى أن ينفخ في الصور .(1)

  فترى الملائكة جميعاً لاتجلس إلاّ بعد أخذ الإذن من الإمام عليه السلام ، وهناك رواية جميلة عن الإمام الجواد عليه السلام ، وردت لها علاقة مباشرة في هذا الخصوص فيقول عليه السلام:

مرض رجل من أصحاب الإمام الرّضا عليه السلام فعاده فقال: كيف نجدك؟

 قال : لقيت الموت بعدك يريد به ما لقيه من شدّة مرضه.

 فقال : كيف لقيته؟ قال : شديداً أليماً.

 قال : ما لقيته أنّما لقيت ما يبدؤك به ويعرفك بعض حاله ، إنّما النّاس رجلان مستريح بالموت ، ومستراح منه (به) ، فجدّد الإيمان باللَّه وبالولاية تكن مستريحاً.

 ففعل الرجل ذلك ، ثمّ قال: يابن رسول اللَّه ؛ هذه ملائكة ربّي بالتحيّات والتحف يسلمون عليك وهم قيام بين يديك، فأذن لهم في الجلوس.

 فقال الإمام الرّضا عليه السلام : إجلسوا ملائكة ربّي .

 ثمّ قال للمريض : سلهم أمروا بالقيام بحضرتي ؟

 فقال المريض: سألتهم، فزعموا أنّه لو حضرك كلّ من خلقه اللَّه من ملائكته لقاموا لك ، ولم يجلسوا حتّى تأذن لهم ، هكذا أمرهم اللَّه عزّوجلّ.(2)

  إنّ حرم الإمام الرّضا عليه السلام - كما جاء في الحديث عنه عليه السلام - مكان لتوافد الملائكة دوماً .

  ومن الطّبيعي فإنّ هذا الحديث وهذه المكانة والمنزلة العظيمة تصدق على جميع الأئمّة الأطهار عليهم السلام، وأنّ الملائكة جميعها مأمورة للخضوع والتّواضع أمام المعصومين‏ عليهم السلام.

  ونقولها بضرس قاطع : إنّ الملائكة ليس وحدهم يعرفون مقام الأئمّة الأطهار عليهم السلام ؛ وإنّما حتّى أنبياء العزم ، فإنّهم عرفوا مدى ومقدار عظمة ومنزلة هؤلاء العظام عليهم السلام ، لذا فقد قدّموهم بين يدي اللَّه عزّ وجلّ ، وتوسّلوا بهم في التّفريج عن مصائبهم ومحنهم وكروبهم الصعبة والعسيرة الّتي واجهتهم عليهم السلام ، وبالفعل فقد كشف الله عنهم وأنجاهم منها .


1) مستدرك الوسائل : 357/10 .

2) الدعوات : 248 .

 

 

    زيارة : 3408
    اليوم : 42685
    الامس : 76446
    مجموع الکل للزائرین : 129978449
    مجموع الکل للزائرین : 90169307