التلّ الزينبيّة

ذكر الحاج سعد نقلاً عن والده الحاج عبدالأمير الأسدي الّذي كان يرعى شؤون المقام انّه رأى بنفسه في المنام رؤيا وكأنه جالس كعادته أمام شباك المقام‏ وإلى جنبه الشمعدان وإذا بمجي‏ء سيد جليل القدر تظهر عليه علامات الوقار والهيبة وبصحبته عدد من العلويات المجللات فأشار السيّد بيده إلى الشبّاك وقال‏لهن (هذا مقام عمّتي زينب) ثمّ أقدم على قراءة الزيارة في حالة النحيب والبكاء وبعد الفراغ من الزيارة نزلوا متوجهين إلى مرقد الإمام الحسين‏ عليه السلام ويعتقد أنّه كان ‏الحجّة عليه السلام بدليل قوله: (هذا مقام عمّتي زينب ‏عليها السلام)

 

لوحة الزيارة والحادثة العجيبة:

كانت زيارة المقام السابقة كما رأيناها مدونة في لوحة منصوبة في أعلى ‏الشبّاك القديم قبل البناء والتجديد وقد كانت شجية ومؤثرة وكانت تختلف عن ‏الزيارات الحالية ولها قصّة وحادثة بلغت حدّ التواتر ولا بأس ذكرها هنا وهذا نص‏ما نقله الحاج سعد، عن والده المرحوم الحاج عبدالأمير الأسدي (آل الكشوان):

إنّ الزيارة كانت موجودة منذ القدم مؤلفها وكاتبها مجهول وكان يسكن بالقرب‏من المقام أحد المراجع العظام يعرف ب (شيخ العراقين) وكان زاهداً كثير الإحتياط وذات يوم صار مروره من جانب المقام فرأى لوحة الزيارة فأبدى تحفظه عليها باعتبار انّها ليست مروية عن إمام معصوم. فأمر بإنزالها فوراً ومنع اعادتها ثانية فأطاعوا أوامره في الحال وفي وقت متأخر من نفس الليلة وبعد منتصف الليل وإذا بذلك العالم المذكور يأتي وهو مضطرب ليطرق الباب على أحد مجاوري المقام ‏الّذي احتفظ بلوحة الزيارة بعد انزالها وكان يتعاطى ماء الورد ففوجئ  بمجي‏ء الشيخ في ذلك الوقت المتأخر من اللّيل أخذ الشيخ يتوسّل إليه لتسليمه لوحة الزيارة لينصبها في محلّها بنفسه فكان له ذلك وبعد ارجاعها إلى محلّها استقبل ‏لوحة الزيارة ليقرأها بصوت عالٍ وهو يذرف الدموع وبعد الفراغ توجّه إلى من‏حضر من النّاس قائلاً  (رأيت في منامي هذه اللّيلة سيّدة مجلّلة ومحتشمة تقدّمت‏ نحوي واعتقد انّها العقيلة زينب الكبرى سلام الله عليها فقالت لي فى عتاب (يا شيخ لماذا انزلت لوحة الزيارة من المقام المنسوب لي ومنعت اعادتها) فانتبهت‏ من منامي مرعوباً وأسرعت حالاً لأعيد لوحة الزيارة إلى مكانها بنفسى عسى ان‏ أحظى برضاها) انتهى.(1)

---

 

(1) المراقد والمقامات في كربلاء: 186.