الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
(18) في إستعاذته‏ عليه السلام إلى الله من العقر

 

   (18)

في إستعاذته‏ عليه السلام إلى الله من العقر

أخذ الحرّ  بن يزيد القوم بالنزول في ذلك المكان على غير ماء ولا في قرية(1) ، فقالوا: دعنا ننزل في هذه القرية - يعنون الغاضريّة (2) أو هذه الأُخرى - يعنون شفيّة (3)، فقال: لا والله لا أستطيع ذلك، هذا رجل قد بُعث إليّ عيناً.

فقال له زهير بن القين: يابن رسول الله؛ إنّ قتال هؤلاء أهون من قتال من يأتينا من بعدهم، فلعمري ليأتينا من بعد من ترى ما لا قبل لها به.

فقال له الحسين‏ عليه السلام: ما كنت لأبدأهم بالقتال.

فقال له زهير بن القين: سربنا إلى هذه القرية حتّى تنزلها فإنّها حصينة، وهي على شاطئ الفرات، فإن منعونا قاتلناهم، فقتالهم أهون علينا من قتال من يجي‏ء من بعدهم.

فقال له الحسين ‏عليه السلام: وأيّة قرية هي؟ قال: هي العقر(4)، فقال الحسين ‏عليه السلام:

أَللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَقْرِ، ثمّ نزل، وذلك يوم الخميس، وهو اليوم الثاني من المحرّم سنة إحدى وستّين.(5)




(1) ويظهر من هذا أن كربلاء لم تكن اسم قرية بل اسم المنطقة وهي كور بابل أي قراها - كما في كتاب الدلائل والمسائل للسيّد هبة الدين الشهرستانى (قدّس سرّه). وقال سبط ابن‏الجوزي: ثمّ قال الحسين (عليه السلام): ما يقال لهذه الأرض؟ قالوا: كربلاء ويقال لها نينوى وهي قرية بها. فبكى وقال: كرب وبلاء. ثمّ قال: اخبرتني أمّ سلمة قالت: كان جبرئيل ‏عند رسول الله وأنت معى فبكيت، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): دعي ابني فتركتك فأخذك ووضعك في حجره، فقال جبرئيل: اتحبّه؟ قال: نعم. قال: فان امتك ستقتله، وإن شئت‏ أن اُريك تربة أرضه الّتي يقتل فيها؟ قال: نعم. قالت: فبسط جبرئيل جناحه على أرض كربلاء فأراه إيّاها. ثمّ شمها وقال: هذه والله هي الأرض الّتي أخبربها جبرائيل رسول الله وإنّني أُقتل فيها. ثمّ قال: وذكر ابن سعد في الطبقات عن الواقدي بمعناه قال: وذكر ابن سعد أيضاً عن الشعبي قال: لمّا مرّ عليّ‏ عليه السلام بكربلاء في مسيره إلى صفّين وحاذى نينوى - قرية على الفرات - وقف ونادى صاحب مطهرته: أخبرني أباعبدالله ما يقال لهذه الأرض؟ فقال: كربلاء فبكى حتّى بلّ الأرض من دموعه، ثمّ قال: دخلت على رسول ‏الله ‏صلى الله عليه وآله وسلم وهو يبكي، فقلت له: ما يبكيك؟ فقال: كان عندي جبرئيل آنفاً، وأخبرني: أنّ ولدي الحسين يقتل بشط الفرات بموضع يقال له: كربلاء ثمّ قبض جبرئيل قبضة من‏تراب فشمّني إيّاها فلم املك عينيّ أن فاضتا.

قال: وقد روى الحسن بن كثير وعبدخير قالا: لما وصل عليّ‏ عليه السلام إلى كربلا وقف وبكى وقال: بأبي أُغيلمة يقتلون هاهنا، هذا مناخ ركابهم، هذا موضع رحالهم، هذا مصرع ‏الرجال! ثمّ ازداد بكاؤه: 250 ط نجف. ورواه ابن مزاحم بأربعة طرق (صفّين: 142 - 140) ط هارون.

(2) الغاضريّة منسوبة إلى غاضرة من بني أسد وهي أراضي حوالي قبر عون الآن علي فرسخ من كربلاء وبها آثار قلعة تعرف اليوم بقلعة بني أسد.

(3) هي أيضاً آبار لبني أسد قرب كربلاء.

(4) كانت بها منازل نيوخذ نصر من كور بابل الّتي صحفت فقيل كربلاء.

(5) وقعة الطّف لأبي مخنف: 178.

 

    زيارة : 2542
    اليوم : 27554
    الامس : 103128
    مجموع الکل للزائرین : 132317940
    مجموع الکل للزائرین : 91766740