الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
التوفيق هو القدرة على القيادة والهداية صوب الخيرات

التوفيق هو القدرة على القيادة

   والهداية صوب الخيرات

إنّ النقطة التي يمكن الإستفادة منها من هذه الرواية هي: أنّه لايوجد في مسألة التوفيق قدرة على التنفيذ الإجباري؛ باعتبار أنّ السعادة تحتاج بالاضافة إلى التوفيق إلى عامل الإصابة.

إنّ التوفيق هو قوّة في داخل الإنسان تهديه إلى الخيرات والأمور المحببة، وفي الواقع هو مرشد للقيام بها، ومن دونه ‏يصبح القيام بالعمل نوعاً من الجبر والإنتزاع؛ باعتبار أنّ الشخص الموفق لايرى إجباراً بفعله، حيث يعتقد أنّ الوظيفة المناطة به هي الإستفادة من القوى التوفيقة وعدم تضييعها.

ولهذا فإنّ التوفيق يشكل عنوان المرشد والداعم لأعمال الخير فقط، ومن دونه تطغى حالة الجبر والإكراه على أفعال‏ الفرد.

وفي هذا السياق نقرأ عن مولانا أميرالمؤمنين علي عليه السلام قوله:

لا قائِدَ خَيْرٌ مِنَ التَّوْفيقِ.(191)

وكما يرى القارئ المتمعن فإنّ الإمام أميرالمؤمنين عليّاً عليه السلام يعرف التوفيق على أنّه أفضل مرشد وهادٍ وقائد؛ لأنّه كما قلنا سابقاً لايوجد في فعل التوفيق قدرة إجبارية على تنفيذه وإجرائه، بلحاظ أنّ البارئ عزّ وجلّ يمنحنا التوفيق، ولكنّنا نحن‏ من لايعمل به والنتيجة ضياعه.

إنّ هذا التعبير الرائع الوارد عن أميرالمؤمنين‏ عليه السلام هو إجابة واضحة على اُولئك الذين يمتنعون عن القيام بالأعمال ‏الصالحة والخيرات، وإذا سُئلوا يقولون: إنّ اللَّه حجب عنّا التوفيق إلى ذلك.

ويتّضح من سياق هذا الحديث أنّ أيدينا مفتوحة في الكثير من الاُمور والقضايا، ويمكننا القيام بها، وإنّ التوفيق الإلهي‏ حاضر، ولكننا نحن أنفسنا من يضيّع فرصة القيام بها، وبالتالي سلب التوفيق لإجرائها.

ومن هنا فإنّ من شروط النجاح والوصول إلى الهدف المطلوب هو العمل وفق التوفيق الإلهي.


191) بحار الأنوار: 94/1.

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2709
    اليوم : 108043
    الامس : 102037
    مجموع الکل للزائرین : 137730397
    مجموع الکل للزائرین : 94720043