الإستفادة من تجارب الآخرين

إنّ التاريخ شهد حوادث ووقائع لا حصر لها ويجب على الجميع أن يأخذ منها الدروس والمواعظ والعبر، ويستفيد من‏ النتائج والثمرات والإفرازات والسلوك الاجتماعي والفردي للناس في تلك الحقب الزمانية؛ لأنّ أخذ العبر والدروس ‏لاينحصر بما يمر على الإنسان من محطات متنوعة في حياته، بل عليه الإستفادة من تجارب الآخرين ووضعه ضمن ‏قاموس حياته.

وقد تكون هناك موانع ومشاكل كبيرة تمنع الفرد من الوصول إلى الأهداف المتعالية وتجعله قانطاً يؤوساً، ولكن يتبدل ‏ذلك اليأس والقنوط إلى نوع من الأمل الوردي والشفاف وتنتعش  آماله في الحياة من جديد عندما يراجع التجارب التي مرّ بها الآخرون، وكيف أنّهم استطاعوا تجاوزها وحلّها، وعلى ذلك فإنّه لايحتاج في حلّ مشكلته إلى تكرار نفس التجربة فيكون ذلك مضيعة للوقت والجهد.

وهذا هو حاصل تجارب ونتائج الأشخاص الذين ذاقوا طعم الحياة مرّها وحلوّها، حيث أوصى هؤلاء من حولهم من‏ الأقرباء والأصدقاء بأخذ العبر والدروس من تجارب الآخرين، وأحد هؤلاء الأشخاص هو «عوف بن كنانة» فقد كتب في‏ وصيته:

خُذُوا مِنْ اَهْلِ التَّجارِبِ.(122)

إذن لابدّ لكل من يريد خوض غمار مشروع ما من الإستفادة من ذوي التجارب وعدم الغفلة عن ذلك؛ باعتبارها الضمانة الداعمة والحقيقة لنجاحه والمضي قدماً لتحقيقه.

---

122) بحار الأنوار: 242/51.