قضاء أهل البيت عليهم السلام
والنّبيّ داود عليه السلام وكيفيّتهما
هناك بعض الرّوايات الّتي تحدّثت عن حكومة النّبيّ داود عليه السلام ، وهي دليل على أنّ أحكامه عليه السلام كانت لها خصوصيّة لا مثيل لها ، وهي عدم إحتياجها إلى إقامة بيّنة ، وهي نفسها مبيّنة أيضاً كيفيّة قضاء وأحكام أهل البيت عليهم السلام .
أنظروا إلى هذه الرّواية :
عن الساباطى قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: بما تحكمون إذا حكمتم؟
فقال : بحكم اللَّه وحكم داود ، فإذا ورد علينا شيء ليس عندنا تلقّانا به روح القدس ؟ (14)
وإلى هذه الرّواية عن جعيد الهمداني ، وكان «جعيد» ممّن خرج مع الإمام الحسين عليه السلام بكربلاء :
قال : فقلت للحسين عليه السلام : جعلت فداك ؛ بأيّ شيء تحكمون؟
قال : يا جعيد ؛ نحكم بحكم آل داود ، فإذا عيينا عن شيء تلقّانا به روح القدس؟(15)
هذه الرّواية نقلها أيضاً العلاّمة المجلسي رحمه الله عن جعيد ، عن الإمام السجّاد عليه السلام أيضاً .(16)
(ونرى أنّ من الضروري التّنويه إلى نقطة وهي : إنّ هكذا إجابات ترتبط بالحالة العامّة والظّروف الّتي كان يمرّ بها النّاس الّذين يستمعون لهذه الرّواية ، وإلاّ فإنّ روح القدس هو الّذي يستسقي علومه من مذهب أهل البيت عليهم السلام كما صرّح الإمام الحسن العسكري عليه السلام حين قال في حديث له عليه السلام : «روح القدس في جنان الصّاقورة ذاق من حدائقنا الباكورة»(17) .)
وورد في رواية اُخرى عن الإمام الصّادق عليه السلام :
عن حمران بن اعين قال : قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام : أنبياء أنتم؟
قال : لا . قلت : فقد حدّثني من لا أتّهم أنّك قلت : إنّكم أنبياء ؟
قال : من هو أبوالخطّاب ؟ قال : قلت : نعم .
قال : كنت إذاً أهجر ؟ قال : قلت : بما تحكمون ؟
قال : نحكم بحكم آل داود ؟(18)
ويقول الإمام الباقر عليه السلام في رواية :
... أنّه إتّهم زوجته بغيره فنقر رأسها وأراد أن يلاعنها عندي . فقال لها : بيني وبينك مَن يحكم بحكم داود و آل داود ، ويعرف منطق الطّير ولايحتاج إلى شهود . فأخبرته أنّ الّذي ظنّ بها لم يكن كما ظنّ ، فانصرفا على صلح .(19)
نستنتج من مجموعة هذه الرّوايات أنّ الأئمّة الأطهار عليهم السلام لايحتاجون في قضائهم إلى بيّنة ، كما كان النّبيّ داود عليه السلام كذلك ، وأنّ الإمام بقيّة اللَّه الأعظم أرواحنا لمقدمه الفداء ، فإنّه يحكم على أساس علمه ، ولايحتاج إلى بيّنة قطعاً .
14) بحار الأنوار : 56/52 .
15) بحار الأنوار : 57/25 .
16) بحار الأنوار : 56/25 .
17) بحار الأنوار : 265/26 .
18) بحار الأنوار : 320/52 .
19) بحار الأنوار : 256/46 .
بازديد امروز : 4590
بازديد ديروز : 39204
بازديد کل : 132928916
|