3 ـ التغيرات العظيمة في العالم
لاشكّ ولا ريب في أنّ يوم الظهور سيشهد أحداثاً وتطورات عظيمة في الأرض، كما في القرآن الكريم: «يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَْرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ»( 23) .
فتكون الأرض غير هذه الأرض، وتخضع لشروط وظروف جديدة، ولا تشمل هذه التغيرات الأرض فقط وإنّما تشمل حتى الزمان الذي سوف تطوله عوامل التغير والتحول.
يتفق اليوم جميع العلماء على أنّ المادة تتشكل من الارتعاشات، وهي تتمكن بواسطة الأسلاك أو الأمواج الصوتية مثل الصورة والصوت الانتقال إلى أقصى نقاط العالم، ونستنتج من خلال هذا الموضوع أنّ أجزاء الإنسان التي هي من المادة أيضاً قادرة على أن تتبدل إلى اهتزازات والإرتعاشات، وعن طريق الالكترونات يمكن إرساله إلى أي مكان في هذا العالم الفسيح، واعتقد أنّه في المستقبل القريب، ومع وجود الرحلات الفضائية التي تنقل الإنسان إلى الفضاء سوف تبتكر طريقة جديدة لتجزئة وتبديل جسم الإنسان إلى اهتزازات وإرساله إلى الفضاء، وهناك تجمع الأجزاء بعضها مع البعض الاخر لتعيد تكوينه من جديد.
ونترك للقاريء اللبيب أن يحكم بأنّ الإنسان روح وجسم والجسم منه لا يكون سوى ذرات المادة المتمركزة لا غير، وعن طريقها يتم تقليل الاهتزازات فيمكن تشكيله واعادته حسب الاشكال المطلوبة( 24) .
وسيأتي يومٌ يرى الإنسان بأُمّ عينيه وهو يحوّل جسده إلى تيار الكتروني ويبعثه إلى نقطة بعيدة جداً، ومن ثم يجمع الذرات المكونة للبدن هناك(25).
وعلى اساس التكامل العام للقوى العقلية والتي صرّحت بها الروايات الصحيحة ستكون غلبة الروح على المادة للجميع، وحينها يتحكم الناس في أجسامهم كيفما يشاؤون، ويمكن الاستفادة من هذه الحالة على أحسن وجه.
على أيّ حال في ذلك الزمن ستكون حياة الناس واحتياجاتهم إلى الوسائل المادية مختلفة تماماً عن الذي نراه ونلمسه في زماننا الحاضر.
فعند سطوع نور ظهور ولاية أهل البيت علیهم السلام سيصل علم ومعرفة الانسان إلى أعلى مراتبه، فينهل من درجاته ما يريد بدون حرج وعسر، وكذلك يقوم أولياء الله عزّوجل بأفشاء كل الأسرار التي بقيت خافية عن أعين الناس لعدم استعدادهم لقبولها في ذلك الزمن، ويزيحون الستار عن أسرار العالم أيضاً ويفتحون للناس طريق التربية والكمال النهائي والمنشود.
ويمكن القول: إنّ الرضوخ لتلك الحقائق أمراً ليس بالسهل علينا مع وجود هذا التطور الهائل والمستمر في القضايا العلمية، مع أنّنا نعلم أنّه إذا تحرر دماغ الإنسان من قيود ووسوسة الشيطان سيصل إلى الكمال في كل إبعاده، حينذاك لا يبقى سر في العالم إلّا وعرفه، وتتضح وتنفك الألغاز أمامه لكل القضايا العلمية المعقدة.
أمير المؤمنين عليه السلام ـ وبسبب غصب الخلافة منه قد حُرم إلى الآن المليارات من البشر من الوصول إلى أعلى درجات ومراحل العلم والكمال ونور الولاية ـ يقول في كلام نابع من أعماق وجوده المبارك:
يا كميل ، ما مِنْ عِلمٍ إلّا وأنا أفتحُهُ وما مِنْ سرٍّ إلّا والقائِم يختِمُهُ( 26).
نعم في ذلك الوقت ستسطع الأنوار البهية من اليد المباركة والكريمة لبقية الله أرواحنا لمقدمه الفداء على عقول وأدمغة الناس المحرومين والمستضعفين والمظلومين في العالم، فتعطيها الكمال والسمو والقدرة على الإستفادة من الطاقات الكثيرة والعجيبة، حينئذٍ يتمكن الناس بكل ما أُوتوا من طاقات ذهنية وعقلية ـ وليس الواحد بالمليارد ـ من تسخيرها والقبول بأسرار واهبي الحياة ـ وهم أهل الوحي والرسالة ـ بذلك ينالون من مراحل ودرجات العلم والكمال أعلاها وأرفعها.
في ذلك اليوم العظيم ستنكشف جميع الأسرار الخفيّة كما أسلفنا، ولا يبقى للظلام في ذلك العصر أثر يذكر، ألا يضفي على قلبك الصفاء والنقاوة انتظار هذا اليوم الموعود!
(23) سورة ابراهيم ، آية 48 .
(24) تبقى الروح حية: 158.
(25) تبقى الروح حية: 188.
(26) بحار الأنوار 77/269.
بازديد امروز : 44437
بازديد ديروز : 100033
بازديد کل : 135019648
|