الاُولى:
في ذكر قصيدة للشيخ صالح بن العرندسي يرثي فيها الحسين عليه السلام ويمدح الأئمّة الاثنى عشر عليهم السلام وهي الرائيّة المضمومة الّتي يقال: إنّها ما قرئت في محفل إلّا وحضر المهديّ عليه السلام فيه، قال في آخرها:
فَلَيْسَ لِاَخْذِ الثَّارِ اِلاَّ خَليفَةٌ
يَكُونُ لِكَسْرِ الدّينِ مِنْ عَدْلِه جَبْرُ
تَحُفُّ بِهِ الْاَمْلاكُ مِنْ كُلِّ جانِبٍ
وَيَقْدِمُهُ الْاِقْبالُ وَالْعِزُّ وَالنَّصْرُ
عَوامِلُهُ فِى الدَّارِعينَ شَوارِعٌ
وَحاجِبُهُ عيسى وَناظِرُهُ الْخِضْرُ
تُظَلِّلُهُ حَقّاً عِمامَةُ جَدِّهِ
إذا ما مُلُوكُ الصِّيْدِ ظَلَّلَهَا الْجَبْرُ
مُحيطٌ عَلى عِلْمِ النُّبُوَّةِ صَدْرُهُ
فَطُوبى لِعِلْمٍ ضَمَّهُ ذلِكَ الصَّدْرُ
هُوَ ابْنُ الْاِمامِ الْعَسْكَريِّ مُحَمَّدُ التْ
تَقِيُّ النَقِيُّ الطَّاهِرُ الْعَلَمُ الْحَبْرُ
سَليلُ عَليٍّ الْهادي وَنَجْلُ مُحَمَّدٍ الْ
جَوادِ وَمَنْ في اَرْضِ طُوسٍ لَهُ قَبْرُ
عَليِّ الرِّضا وَهُوَ ابْنُ مُوسَى الَّذيقَضى
فَفاحَ عَلى بَغْدادَ مِنْ نَشْرِه عَطْرُ
وَصادِقُ وَعْدٍ اِنَّهُ نَجْلُ صادِقٍ
اِمامٌ بِه فِى الْعِلْمِ يَفْتَخِرُ الْفَخْرُ
وَبَهْجَةُ مَوْلانا الْاِمامِ مُحَمَّدٍ
اِمامٍ لِعِلْمِ الْاَنْبياءِ لَهُ بَقْرُ
سُلالَةُ زَيْنِ الْعابِدينَ الَّذي بَكى
فَمِنْ دَمْعِهِ يُبْسُ الْاَعاشيبِ مُخْضَرُّ
سَليلُ حُسَيْنِ الْفاطِميِّ وَحَيْدَرِ الْ
وَصِيِّ فَمِنْ طُهْرٍ نَمى ذلِكَ الطُّهْرُ
لَهُ الْحَسَنُ الْمَسْمُومُ عَمٌّ فَحَبَّذا الْ
اِمامُ الَّذي عَمَّ الْوَرى جُودُهُ الْغَمْرُ
سَمِّيُ رَسُولِ اللَّه وارِثُ عِلْمِهِ
اِمامٌ عَلى آبائِه نَزَلَ الذِّكْرُ
هُمُ النُّورُ نُورُاللَّهِ جَلَّ جَلالُهُ
هُمُ التّينُ وَالزَّيْتُونُ وَالشَّفْعُ وَالْوِتْرُ
مَهابِطُ وَحْيِ اللَّهِ خُزَّانُ عِلْمِه
مَيامينُ في اَبْياتِهِمْ نَزَلَ الذِّكْرُ
وَأسْماؤُهُمْ مَكْتُوبَةٌ فَوْقَ عَرْشِهِ
وَمَكْنُونَةٌ مِنْ قَبْلِ اَنْ يُخْلَقَ الذَرُّ
وَلَوْلاهُمْ لَمْ يَخْلُقِ اللَّهُ آدَماً
وَلا كانَ زَيْدٌ فِي الْأنامِ وَلاعَمْرُو
وَلاسُطِحَتْ اَرْضٌ وَلا رُفِعَتْ سَما
وَلا طَلَعَتْ شَمْسٌ وَلا اَشْرَقَ الْبَدْرُ
وَنُوحٌ بِهِمْ فِى الْفُلْكِ لَمَّا دَعا نَجا
وَغيضَ بِهِمْ طُوفانُهُ وَقُضِىَ الْاَمْرُ
وَلَوْلا هُمْ نارُ الْخَليلِ لَما غَدَتْ
سَلاماً وَبَرْداً وَانْطَفى ذلِكَ الْجَمْرُ
وَلَوْلا هُمْ يَعْقُوبُ ما زالَ حُزْنُهُ
وَلا كانُ عَنْ اَيُّوبَ يَنْكَشِفُ الضُّرُّ
وَلانَ لِداوُدَ الْحَديدُ بِسِرِّهِمْ
فَقَدَّرَ في سَرْدٍ يُحيرُ بِهِ الْفِكْرُ
وَلَمَّا سُلَيْمانُ الْبِساطُ بِهِ سَرى
اُسيلَتْ لَهُ عَيْنٌ يَفيضُ لَهُ الْقِطْرُ
وَسُخِّرَتِ الرّيحُ الرَّخاءُ بِاَمْرِهِ
فَغُدْوَتُها شَهْرٌ وَرَوحَتُها شَهْرُ
وَهُمْ سِرُّ مُوسى وَالْعَصا عِنْدَ ما عَصى
اَوامِرَهُ فِرْعَوْنُ وَالْتَقَفَ السِّحْرُ
وَلَوْلاهُمْ ما كانَ عيسَى بْنُ مَرْيَمٍ
لِعازَرَ مِنْ طَيِّ اللُّحُودِ لَهُ نَشْرُ
سَرى سِرُّهُمْ فِى الْكائِناتِ وَفَضْلُهُمْ
وَكُلُّ نَبِيٍّ فيهِ مِنْ سِرِّهِمْ سِرُّ
عَلا بِهِمْ قَدْري وَفَخْري بِهِمْ غَلا
وَلَوْلا هُمْ ما كانَ فِى النَّاسِ لي ذِكْرُ
مُصابُكُمْ يا آلَ طه مُصيبَةٌ
وَرُزْءٌ عَلَى الْاِسْلامِ اَحْدَثَهُ الْكُفْرُ
سَاَنْدُبُكُمْ يا عُدَّتي عِنْدَ شِدَّتي
وَاَبْكيكُمْ حُزْناً اِذا اَقْبَلَ الْعَشْرُ
وَاَبْكيكُمْ ما دُمْتُ حَيّاً فَاِنْ اَمُتْ
سَتَبْكيكُمْ بَعْدِى الْمَراثِيُ وَالشِّعْرُ
عَرائِسُ فِكْرِ الصَّالِحِ بْنِ عَرَنْدَسٍ
قَبُولُكُمْ يا آلَ طه لَها مَهْرُ(356)
--------------------------------------
356) الغدير: 17/7، المنتخب للطريحي: 345، المختار من كلمات الإمام المهدي عليه السلام: 421/1.
بازديد امروز : 49702
بازديد ديروز : 106200
بازديد کل : 135539826
|