(26)
الدعاء لتعجيل فرجه أرواحنا فداه
في تعقيب صلاة الظهر
قال في فلاح السائل: ومن المهمّات عقيب صلاة الظهر، الإقتداء بالصادق عليه السلام في الدعاء للمهديّ عليه السلام الّذي بشّر به محمّد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم اُمّته في صحيح الروايات ، ووعدهم أنّه يظهر في آخر الأوقات كما رواه محمّد بن رهبان الدبيلي قال : حدّثنا أبوعلي محمّد بن الحسن بن محمّد بن جمهور القمي قال :
حدّثنا أبي عن أبيه محمّد بن جمهور ، عن أحمد بن الحسين السكّري ، عن عباد بن محمّد المدايني قال: دخلت على أبي عبداللَّه عليه السلام بالمدينة حين فرغ من مكتوبة الظهر وقد رفع يديه إلى السماء ويقول:
أَيْ(12) سامِعَ كُلِّ صَوْتٍ ، أَيْ جامِعَ كُلِّ فَوْتٍ(13) ، أَيْ بارِئَ كُلِّ نَفْسٍ بَعْدَ الْمَوْتِ ، أَيْ باعِثُ ، أَيْ وارِثُ ، أَيْ سَيِّدَ السَّادَةِ(14) ، أَيْ إِلهَ الْآلِهَةِ ، أَيْ جَبَّارَ الْجَبابِرَةِ ، أَيْ مَلِكَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ، أَيْ رَبَّ الْأَرْبابِ ، أَيْ مَلِكَ الْمُلُوكِ ، أَيْ بَطَّاشُ ، أَيْ ذَا الْبَطْشِ الشَّديدِ ، أَيْ فَعَّالاً لِما يُريدُ ، أَيْ مُحْصِيَ عَدَدِ الْأَنْفاسِ وَنَقْلِ الْأَقْدامِ ، أَيْ مَنِ السِّرُّ عِنْدَهُ عَلانِيَةٌ ، أَيْ مُبْدِئُ ، أَيْ مُعيدُ.
أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ عَلى خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَبِحَقِّهِمُ الَّذي أَوْجَبْتَ لَهُمْ عَلى نَفْسِكَ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ، وَأَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ السَّاعَةَ بِفِكاكِ(15) رَقَبَتي مِنَ النَّارِ ، وَأَنْجِزْ لِوَلِيِّكَ وَابْنِ نَبِيِّكَ(16) الدَّاعي إِلَيْكَ بِإِذْنِكَ ، وَأَمينِكَ في خَلْقِكَ ، وَعَيْنِكَ في عِبادِكَ ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ ، عَلَيْهِ صَلَواتُكَ وَبَرَكاتُكَ وَعْدَهُ.
أَللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِنَصْرِكَ ، وَانْصُرْ عَبْدَكَ ، وَقَوِّ أَصْحابَهُ وَصَبِّرْهُمْ(17) ، وَافْتَحْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ ، وَأَمْكِنْهُ مِنْ أَعْدائِكَ وَأَعْداءِ رَسُولِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.(18)
قلت : أليس قد دعوت لنفسك جعلت فداك ؟ قال:
دعوت لنور آل محمّدعليهم السلام وسائقهم والمنتقم بأمر اللَّه من أعدائهم.
قلت : متى يكون خروجه جعلني اللَّه فداك؟
قال : إذا شاء من له الخلق والأمر .
قلت : فله علامة قبل ذلك؟
قال : نعم علامات شتّى .
قلت : مثل ماذا ؟
قال عليه السلام : خروج راية(19) من المشرق ، وراية من المغرب ، وفتنة تظلّ أهل الزوراء وخروج رجل من ولد عمّى زيد باليمن ، وانتهاب ستارة البيت (20) ، ويفعل اللَّه ما يشاء .(21)
قال في مكيال المكارم : يستفاد من الدعاء المذكور اُمور :
الأوّل : إستحباب الدعاء في حقّ الحجّة عليه السلام ، ومسألة تعجيل فرجه بعد صلاة الظهر .
الثاني : إستحباب رفع اليدين حال الدعاء له عليه السلام .
الثالث : إستحباب الإستشفاع بهم ، والمسألة بحقّهم ، قبل طلب الحاجة .
الرابع : إستحباب تقديم التحميد والثناء على اللَّه عزّوجلّ .
الخامس : إستحباب تقديم الصلاة على محمّد وآله عليهم السلام على طلب الحاجة .
السادس : تطهير النفس من الذنوب بالإستغفار ونحوه ، ليكون نقيّاً مستعدّاً للإجابة ، يدلّ على ذلك طلبه المغفرة ، وفكاك الرقبة من النار .
السابع : أنّ المراد بالوليّ المطلق في ألسنتهم ودعواتهم هو مولانا صاحب الزمان عليه السلام .
الثامن : إستحباب الدعاء في حقّ أصحابه وأنصاره .
التاسع : كون الإمام شاهداً على أعمال العباد ، مبصراً لهم ولأفعالهم في كلّ حال ، يدلّ عليه قوله : وعينك في عبادك.
العاشر : أنّ من ألقاب مولانا الحجّة عليه السلام : نور آل محمّد ، وقد ورد في الروايات ما يشهد لذلك ، وقد ذكر المحقّق النوريّ رحمه الله بعضها في كتابه المسمّى بالنجم الثاقب .
الحادي عشر : كونه عليه السلام أفضل من سائر الأئمّة عليهم السلام بعد أميرالمؤمنين والحسنين صلوات اللَّه عليهم أجمعين ، ويؤيّده بعض الروايات أيضاً .
الثاني عشر : أنّ اللَّه عزّ اسمه قد ادّخره وأخّره للإنتقام من أعدائه وأعداء رسوله والروايات بذلك متواترة.
الثالث عشر : أنّ زمان ظهوره من الاُمور الخفيّة الّتي اقتضت المصلحة الإلهيّة إخفائها ، وقد تواترت الروايات في ذلك أيضاً .
الرابع عشر : أنّ تلك العلامات المذكورة ليست من العلائم المحتمومة لقوله عليه السلام في آخر الكلام: ويفعل اللَّه ما يشاء .(22)
12) في بعض النسخ : يا بدل أَيْ .
13) أي جامع ، خ .
14) السّادات ، خ .
15) يا فكّاك ، خ .
16) وليّك ، خ .
17) صيّرهم ، خ .
18) مكيال المكارم : 11/2 ، مستدرك الوسائل : 93/5 ، مقباس المصابيح : 71 .
19) دابّة ، خ .
20) فلاح السائل : 170 ، عنه البحار : 62/86 ح 1 ، وفي المصباح : 48 والبلد الأمين : 27 بتفاوت .
21) مكيال المكارم : 11/2 .
22) مكيال المكارم : 11/2 .
بازديد امروز : 76895
بازديد ديروز : 237545
بازديد کل : 125253284
|