امام صادق علیه السلام : اگر من زمان او (حضرت مهدی علیه السلام ) را درک کنم ، در تمام زندگی و حیاتم به او خدمت می کنم.
المقدّمة الاولي

المقدّمة الاُولى

إنّ محبّة الداعية إلى الولاية الّتي هي البيعة الخاصّة الولويّة، والدعوة الباطنيّة والكليّة الإلهيّة على قسمين:

منها: موهوبيّ، كما ورد في كتاب تحف العقول في باب وصايا الصادق عليه السلام لأبي ‏جعفر مؤمن الطاق:

يابن النعمان، إنّ حبّنا أهل البيت ينزّله اللَّه من السماء من خزائن تحت العرش‏ كخزائن الذهب والفضّة ولاينزّله إلّا بقدر، ولايعطيه إلّا خير الخلق، وإنّ له ‏غمامة (1) كغمامة القطر، فإذا أراد اللَّه أن يخصّ به من أحبّ من خلقه، أذن لتلك‏ الغمامة فتهطّلت كما تهطّلت(2) السحاب، فتصيب الجنين في بطن اُمّه.(3)

أو بدعاء الأجداد والآباء، كما نقل عن والد المجلسي أ نّه قال: - بعد الفراغ من‏ التهجّد - عرضت لي حالة عرفت أ نّي لا أسأل من اللَّه شيئاً إلاّ استجاب لي، وإذاًبصوت «محمّد باقر في المهد» فقلت من غير مهلة: إلهي بحقّ محمّد وآل محمّدإجعل هذا الطفل مروّج دينك، وناشر أحكام سيّد رسلك، ووفّقه بتوفيقاتك الّتي‏ لا نهاية لها.

وقد بلغ قدّس اللَّه نفسه الزكيّة مرتبة لو سمّي دين الشيعة بدين المجلسي لكان في محلّه،لأنّ رونقه منه، كتسمية الشيعة بالجعفري.

ونقل عن بحر العلوم قدس سره: أ نّه كان يتمنّى أن تكون جميع تصانيفه في ديوان‏ المجلسي رحمه الله، وتكون أحد كتبه الفارسيّة الّتي هي ترجمة متون الأخبار الشايعةكالقرآن المجيد في جميع الأقطار في ديوان عمله.(4)

أو بدعاء الإخوان الصلحاء وإبراهيم عليه السلام، كما في قوله تعالى: «وَاجْعَلْ أفْئِدَةً مِن‏ الناسِ تَهْوي إلَيْهِم»(5).

أو بما يلقى دفعة في القلوب بمشاهدتهم في اليقظة، كما سمعنا مذاكرة من‏ مشايخنا قدّس اللَّه أسرارهم كان لرجل من محبّي عليّ عليه السلام ابن أخ وهو مبغض له عليه السلام‏ وكان يطلب منه أن يجعله من محبّيه، ومضى كذلك إلى أن اتّفق أنّ العمّ كان مع‏ أميرالمؤمنين عليه السلام وهو مع صحبه ولمّا اجتازوا ولم يسلّموا على عليّ عليه السلام فانفعل‏ العمّ من ذلك، فنظر عليّ عليه السلام إليه، فرجع وأكبّ على قدمي أمير المؤمنين عليه السلام وقال: كنت أبغض الناس عندي والآن أنت من أحبّ الناس لديّ.

أقول:

دوستان را كجا كنى محروم

تو كه با دشمنان نظر دارى

   × × ×

آنان كه خاك را به نظر كيميا كنند

آيا شود كه گوشه چشمى به ما كنند

   × × ×

به ذرّه گر نظر لطف بوتراب كند

به آسمان رود و كار آفتاب كند

 

وقيل: إنّ المصرع الثاني منسوب إلى أمير المؤمنين عليه السلام.

وقال آخر: زهره شير شود آب ز دل دارى دل

وعلّمه أمير المؤمنين عليه السلام في الرؤيا المصرع الثاني، وقال:

اسداللَّه گر آيد بهوا دارى دل

وكما اتّفق لزهير بن القين مع الحسين عليه السلام أ نّه كان يقول: لم يكن شي‏ء أبغض ‏إلينا أن ننازله في منزل، إلى أن نزلنا في منزل لم نجد بدّاً من أن ننازله فيه فبينا نحن‏ جلوس، إذ أقبل رسول الحسين عليه السلام حتّى سلّم.

فقال: يا زهير بن القين، إنّ أبا عبداللَّه الحسين بن علي عليهما السلام بعثني ‏إليك لتأتيه فطرح‏ كلّ انسان منّا ما في يده، حتّى كأ نّما على رؤوسنا الطير.

فقالت له إمرأته: أيبعث إليك ابن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ثمّ لاتأتيه؟ سبحان اللَّه! لو أتيته ‏فسمعت من كلامه ثمّ انصرفت.

فأتاه زهير بن القين، فما لبث أن جاء مستبشراً قد أسفر(6) وجهه، فأمر بفسطاطه ‏وثقله ومتاعه، فقدم وحمل إلى الحسين عليه السلام.

ثمّ قال لإمرأته(7): أنت طالق! إلحقي بأهلك، فإنّي لا اُحبّ أن يصيبك بسببي إلّاخيراً.(8)

أو يلقى محبّتهم في القلوب بمشاهدتهم في المنام، كما نقل شيخنا المتبحّر المحدّث النوري قدس سره عن شيخه الشيخ جعفر التستري قدس سره أنّه قال:

لمّا فرغت من تحصيل العلوم الدينيّة في المشهد الغروي، وآن أوان النشر ووجوب الإنذار، رجعت إلى وطني وقمت بأداء ما كان عليّ من إهداء الناس على‏ تفاوت مراتبهم ولعدم تضلّعي بالآثار المتعلّقة بالمواعظ والمصائب، كنت مكتفياً بأخذ تفسير الصافي بيدي على المنبر، والقرائة منه في شهر رمضان والجمعات‏ وروضة الشهداء للمولى حسين الكاشفي في أيّام عاشوراء، ولم أكن ممّن يمكنه‏ الإنذار والإبكاء بما أودعته في صدري إلى أن مضى عليّ عام وقرب شهر محرّم‏ الحرام، فقلت في نفسي ليلة:

إلى متى أكون صحفيّاً لا اُفارق الكتاب، فقمت أتفكّر في تدبير الاستغناء عنه‏ والاستقلال في الخطاب وسرحت بريد فكري في أطراف هذا المقام، إلى أن‏سئمت منه، وأخذني المنام، فرأيت كأ نّي بأرض كربلاء في أيّام نزول المواكب‏ الحسينيّة فيها، وخيمهم مضروبة، وعساكر الأعداء في تجاههم كما جاء في‏الرواية، فدخلت على فسطاط سيّد الأنام أبي عبداللَّه عليه السلام فسلّمت عليه، فقرّبني‏ وأدناني وقال عليه السلام لحبيب بن مظاهر رضوان اللَّه عليه:

إنّ فلاناً - وأشار إليّ - ضيفنا، أمّا الماء فلايوجد عندنا منه شي‏ء، وإنّما يوجد عندنادقيق وسمن، فقم واصنع له منهما طعاماً، وأحضره لديه.

فقام وصنع منه شيئاً ووضعه أمامي، وكان معه ملعقة فأكلت منه لقيمات، وانتبهت وإذاً اُهتدي إلى‏دقائق وإشارات في المصائب ولطائف وكنايات في آثار الأطائب، ما لم يسبقني‏ إليها أحد وأخذت تزداد كلّ يوم إلى أن أتى شهر الصيام، وبلغت في مقام الوعظ والبيان غاية المرام، ذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء.(9)

وكما عن السيّد العلّامة السّيد عبداللَّه شبّر النجفي(10) - المشتهر في عصره‏ بالمجلسيّ الثاني، صاحب كتاب جامع المعارف والأحكام في الأخبار الّذي هو شبه بحار الأنوار، وحكى عنه المحدّث النوري قدّس سرّهما - أ نّه قال:

إنّ كثرة مؤلّفاتي من توجّه الإمام الهمام موسى بن جعفر عليهما السلام، فإنّي رأيته في المنام ‏فأعطاني قلماً، وقال: «اُكتب»، فمن ذلك الوقت وفّقت لذلك فكلّ ما برز منّي فمن‏ بركة هذا القلم.(11)

وقد يلقى محبّتهم في القلوب بمجرّد ذكر أسمائهم، كما في حديث ذكر إسلام ‏سلمان رضوان اللَّه عليه.(12)

أو بتحنيكة بماء الفرات، كما ورد عن الصادق عليه السلام قال:

الفرات من شيعة علي عليه السلام‏ وما حنّك به أحد إلّا أحبّنا أهل البيت عليهم السلام.(13)

أو من أهل بلاد مخصوصة ممدوحة، كالكوفة(14) وقم(15) وآبة(16)، دون البلاد المذمومة، كما ورد في الخصال - بأسانيده المفصّلة - عن جعفر بن محمّد عليهما السلام‏ قالوا كلّهم:

ثلاثة عشر صنفاً - وقال تميم: ستّة عشر صنفاً - من اُمّة جدّي لايحبّوننا ولايحبّبوننا إلى الناس، ويبغضوننا ولايتولّوننا، ويخذلوننا ويخذلون الناس عنّا،فهم أعداؤنا حقّاً، لهم نار جهنّم ولهم عذاب الحريق.

قال: قلت: بيّنهم لي يابن رسول اللَّه وقاك اللَّه شرّهم قال:

الزايد في خلقه، فلاترى أحداً من الناس في خلقه زيادة إلّا وجدته لنا مناصباً، ولم‏تجده لنا موالياً.

والناقص الخلق من الرجال، فلاترى للَّه خلقاً ناقصة الخلقة إلّا وجدت في قلبه‏ علينا غلاًّ.

والأعور باليمين للولادة، فلاترى للَّه خلقاً ولد أعور اليمين إلّا كان لنا محارباًولأعدائنا مسالماً.

والغربيب من الرجال، فلاترى للَّه عزّوجلّ خلقاً غربيباً - وهو الّذي قد طال عمره‏ فلم يبيّض شعره، وترى لحيته مثل حنك الغراب - إلّا كان علينا مؤلباً(17) ولأعدائنامكاثراً.

والحلكوك(18) من الرجال، فلاترى منهم أحداً إلّا كان لنا شتّاماً، ولأعدائنا مدّاحاً.

والأقرع(19) من الرجال، فلاترى رجلاً به قرع إلّا وجدته همّازاً(20) لمّازاً(21) مشّاءً بالنميمة علينا.(22)

[والمفصّص بالخضرة(23) من الرجال، فلاترى منهم أحداً - وهم كثيرون - إلّا وجدته‏ يلقانا بوجه ويستدبرنا بآخر، يبتغي لنا الغوائل.

والمنبوذ(24) من الرجال، فلاتلقى منهم أحداً إلّا وجدته لنا عدوّاً مضلاًّ مبيناً.(25)]

والأبرص(26) من الرجال، فلاتلقى منهم أحداً إلّا وجدته يرصد لنا المراصد ويقعد لنا ولشيعتنا مقعداً ليضلّنا بزعمه عن سواء السبيل.

والمجذوم(27)، وهم حصب(28) جهنّم، هم لها واردون.

والمنكوح، فلاترى منهم أحداً إلّا وجدته يتغنّى بهجائنا(29)، ويؤلب علينا.(30)

وأهل مدينة تدعى سجستان، هم لنا أهل عداوة ونصب، وهم شرّ الخلق والخليقة،عليهم من العذاب ما على فرعون وهامان وقارون.

وأهل مدينة تدعى الري، هم أعداء اللَّه وأعداء رسوله وأهل بيته عليهم السلام، يرون حرب‏ أهل بيت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم جهاداً، ومالهم مغنماً(31)، فلهم عذاب الخزي في الحياةالدنيا والآخرة، ولهم عذاب مقيم.

وأهل مدينة تدعى الموصل، هم شرّ من على وجه الأرض.

وأهل مدينة تسمّى الزوراء، تبنى آخرالزمان يستشفون بدمائنا، ويتقرّبون ببغضنا،يوالون في عداوتنا، ويرون حربنا فرضاً، وقتالنا حتماً.

يا بنيّ، فاحذر هؤلاء ثمّ احذرهم، فإنّهم لايخلو إثنان منهم بأحد من أهلك إلّا همّوا بقتله - واللفظ للتميم من أوّل الحديث إلى آخره - .(32)

أقول: وأمّا ذمّ البلاد المذكورة - الري والموصل وسجستان واصبهان كما في‏ رواية(33) لايكون فيهم خمس خصال، وعدّ منها حبّ آل البيت عليهم السلام - وغيرهم من‏ ساير البلاد المذمومة، فبإعتبار أنّ أهلها كانوا كذلك في زمان صدور الرواية، أوباعتبار غلبة الفسق على العدل فيها، ولا كلّية لها حتّى ينتقض بوجود الصالح فيها،

ثمّ لايذهب عليك أنّ الصفات المأخوذة في غير العناوين المشار إليها في الخارج،كزيادة الخلقة ونقصانها ونحوهما، ممّا كانت طبيعيّة غير اختياريّة، كيف تكون‏ داعية للبغض وعدم الحبّ، حتّى يقع مورداً للتكليف والذمّ ؟

لأ نّا نقول: إنّه سبحانه وتعالى لايصوّره إلّا بصورة اقتضاها إستعداده، وتستعقب‏ مصالح عائدة إليه، أو إلى غيره، ولبعض أساتيدنا كلام في المقام ما هذا لفظه:

حيث كانت الماهيّات موجدة في العلم الأزلي، وطلبت بلسان حال استعدادها الدخول في دار الوجود، وكان الواهب الجواد فيّاضاً، بذاته غنيّاً، فيجب عليه‏ إفاضة الوجود، وحيث أنّ الجود بمقدار قبول القابل، وعلى طبق حال السائل،كانت الإفاضة عدلاً وصواباً، إذ الشي‏ء لاينافي مقتضاه.

أقول: الأحسن أن يقال إنّ القابليّات الفعليّة كلّها متسبّبة من عدم وقوع كمال‏ متأخّر إختياريّ منه، فلا إشكال حينئذٍ فيما اُعطوا من الصور المذكورة المقتضية لبعض الآثار على حسب ما يختارون ويقبلون بعدها، مضافاً إلى أنّ هذا الاقتضاء قابل التخلّف عنها بموانع اختياريّة، وليس لها علّية حتّى يلزم الجبر.

وبعبارة اُخرى: لمّا علم اللَّه جلّ وعلا من أرواحهم أ نّهم لايحبّون محمّداً وآله عليهم السلام‏ ولايقرّوا في الميثاق بولايتهم، جعل صورهم كذلك وما طيب مولد أجسادهم.

ومنها: كسبيّ، وطريق تحصيله باُمور:

الأوّل: التأمّل فيما هم عليه من الصفات الجميلة الّتي تهوي إليها النفوس من العلم‏ والحلم والتقوى والكرم والزهد والعبادة والشجاعة والرأفة والقدرة، فإنّ الفطرة البشريّة لمجبولة بمحبّة كلّ شي‏ء فيه جهة حسن، أو صفة كمال، ولو كان في‏ الجماد أو فيمن يعاديه.

الثاني: التأمّل فيما أعطاهم اللَّه من النعم الغير المحصورة بتوسّطهم وسببهم دنيويّاًواُخرويّاً، موهوبيّاً أو كسبيّاً، ومن الأوّل روحانيّاً، كنفخ الروح، وما يتبعه من‏ القوى، أو جسمانيّاً كخلق البدن والقوى الصحّيّة، أو كسبيّاً كتخلية النفس عن‏ الرذائل وتحليتها بالفضائل من الأخلاق السنيّة، وحصول الجاه والمال، ومن‏ الاُخروي مغفرة ما فرط منه وتبوئته(34) في أعلا عليّين أبد الآبدين، ولكلّ منهما محمّد وأهل بيته عليهم السلام سبب.

أمّا الاُخروي الّذي هو الإيمان فظاهر.(35)

وأمّا الدنيوي الّذي هو الوجود، فلأ نّهم السبب، لأنّ الأرض وما فيها إنّما خلقت‏ لأجلهم ، كما ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم أ نّه قال:

لولا أنا وأنت يا علي، ما خلق اللَّه الخلق.(36)

وسرّه أ نّه تعالى جعل كلّ ما هو أشرف وأعلى سبباً كماليّاً، وعلّة غائية لما هو أخسّ، فخلق الأرض للنبات، والنبات للحيوان، والحيوان للإنسان كما قال‏سبحانه وتعالى مخاطباً للإنسان: «وَخَلق لَكُم ما فِي الأرْضِ جَميعاً ».(37)

وآخر درجة الإنسان - الّذي هو غاية هذه الأكوان - هو الإنسان الكامل وخليفة اللَّه ‏في الأرض، هو محمّد وأهل بيته من الأئمّة عليهم السلام ولذلك ورد عنهم عليهم السلام: «لو بقيت ‏الأرض بغير امام لساخت»(38) لأ نّها إنّما خلقت لأجله، وكلّما خلق شي‏ء لأجل ‏شي‏ء، فمتى لم يكن، لم يكن ذلك الشي‏ء، فظهر أنّهم عليهم السلام أصل كلّ نعمة وسبب ‏كلّ إحسان، وقد قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:

«جُبلت القلوب على حبّ من أحسن إليها وبغض من أساء إليها».(39)

ثمّ الرجوع إلى الكتاب والسنّة الدالّين على أ نّهم سببها ووسائطها، ومصادرهاومواردها كما اُشير إلى ذلك في زيارة الحجّة عليه السلام:

فما شي‏ء منه إلّا وأنتم له السبب ‏وإليه السبيل.(40)

وروي الكراجكي قدس سره في كنز الفوائد: عن الصادق عليه السلام إنّ أبا حنيفة أكل معه عليه السلام ‏فلمّا رفع الصادق عليه السلام يده عن أكله قال:

«الحمد للَّه ربّ العالمين، اللّهمّ إنّ هذا منك ‏ومن رسولك صلى الله عليه وآله وسلم».

فقال أبو حنيفة: يا أبا عبداللَّه أجعلت مع اللَّه شريكاً؟

فقال عليه السلام: ويلك إنّ اللَّه تعالى‏ يقول: «وَما نَقَمُوا إلّا أنْ أغْناهُمُ اللَّه وَرَسُوله مِنْ فَضْلِه» (41) وقال أيضاً «وَلَو أ نَّهُم‏ رَضُوا ما آتاهُمُ اللَّه وَرسُولُه وَقالُوا حَسْبُنا اللَّه سَيُؤْتينا اللَّه مِنْ فِضْلِه وَرَسُولُه».(42)

فقال أبو حنيفة: لكأ نّي ما قرأتهما من كتاب اللَّه ولا سمعتهما إلّا هذا الوقت.

فقال أبو عبداللَّه عليه السلام: بلى قد قرأتهما وسمعتهما، ولكنّ اللَّه تعالى أنزل فيك وفي‏ أشباهك: «أمْ عَلى قُلُوبٌ أقْفالُها»(43) وقال: «كَلّا بَلْ رانَ(44) عَلى قُلُوبِهم ما كانُوا يَكْسِبُون»(46).(45)

ثمّ إنّك لاتفقد في كلّ آنٍ نعمة سابقة ببركتهم ودعائهم إليك، أو بليّة أرضيّة أوسماويّة وصرفت بتوجّههم عنك، فإنّ سهام حوادث الدهر ترمي متتالية، وشرور الأيّام تنزل متواترة، فأنت في كلّ حال مستعبد لهم بإحسان جديد، أو دفع شرّ عتيد، فإن أدمنت(47) تذكّر ورود تلك النعم فيك، تجد عياناً أ نّهم أحبّ من نفسك‏ إليك.

الثالث: إتّباع أوامرهم، والعمل بمحبوباتهم، والتأسّي بسنّتهم، والتشبّه بهم في‏حركاتهم وسكناتهم، والإنتهاء عن مناهيهم، وهذا مسبّب غالباً عن بعض مراتب‏ المحبّة، وسبب لحصول مرتبة اُخرى فيها، بل وردت في الأخبار الكثيرة: على أنّ‏ ولايتهم لاتنال إلّا بالورع - كما سيأتي ذكرها (48) - بناء على أنّ المراد بالولاية -بالفتح وهي المحبّة، كما هو الظاهر، وبه صرّح الطريحي قدس سره في قوله عليه السلام: بني‏ الإسلام على خمس وعدّ منها الولاية ... الحديث.(49)

وأمّا معرفة حقّهم، واعتقاد الإمامة فيهم، فذلك من أصول الدين لا من الفروع ‏العمليّة.


 1) الغمام: السحاب، مفرده غمامة.

2) الهَطْل: تتابع المطر.

3) تحف العقول : 310، عنه البحار: 292/78.

4) دار السلام: 205/2.

5) إبراهيم: 37.

6) أي أشرق وعلاه جمال.

7) قال السيّد: وهي ديلم بنت عمرو.

8) إرشاد المفيد: 246، اللهوف لابن طاووس: 30، عنه البحار: 371/44.

9) فوائد الرضويّة: 67.

10) كان رحمه الله من مشاهير العلماء، متبحّراً في‏ الفقه والتفسير والحديث والكلام، وفي ساير الفنون‏ الاسلاميّة، ولد في النجف الأشرف سنة 1188، ونشأ بها نشأته الأولى، ثمّ انتقل إلى الكاظميّة، ومات في سنة 1242، ومع أ نّه لم يتجاوز عمره 54 عاماً، صدر منه أكثر من سبعين مؤلّفاً بين‏ موسوعة ورسالة.

اُنظر ترجمته في روضات الجنّات: 461/4، معارف الرجال: 8/2 ، الكنى والألقاب: 352/2 ريحانة الأدب: 296/2، مقدّمة كتاب مصابيح الأنوار وحقّ اليقين.

11) دار السلام: 250/2.

12) البحار: 355/22 ح2، وفيه: أنا كنت رجلاً من أهل شيراز من أبناء الدهاقين، وكنت عزيزاً على والديّ، فبينا أنا سائر مع أبي في عيد لهم إذا أنا بصومعة، وإذا فيها رجل ينادي: أشهد أن لاإله إلّا اللَّه، وأنّ عيسى روح اللَّه وأنّ محمّداً حبيب اللَّه، فرصف حبّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم في لحمي ‏ودمي... .

13) كامل الزيارات: 111 ح 15، عنه البحار: 230/100 ح 18.

14) كما في حديث عن الصادق عليه السلام قال: أما إنّه ليس من بلد من البلدان أكثر محبّاً لنا من أهل‏ الكوفة.

15) كما في حديث عن الصادق عليه السلام قال: إ نّما سمّي قم لأنّ أهله يجتمعون مع قائم آل محمّد عليه السلام‏ ويقومون معه ويستقيمون عليه وينصرونه.

16) كما في حديث عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: قلت: يا جبرئيل، ما هذه البقعة؟ قال: يقال لها «آبة»عرضت عليها رسالتك وولاية ذرّيّتك فقبلت، وإنّ اللَّه يخلق منها رجالاً يتولّونك ويتولّون ذرّيّتك‏ فتبارك اللَّه عليها وعلى أهلها.

17) أي يجمع الناس علينا بالعداوة والظلم.

18) الحلكوك: الشديد السواد.

19) الأقرع: الّذي ذهب شعر رأسه من آفة.

20) همّاز: العيّاب في الغيب.

21) لمّاز: العيّاب للنّاس في وجوههم.

22) في البحار بعد هذه زيادة، فراجع.

23) المفصّص بالخضرة: الّذي يكون عينه أزرق.

24) المنبوذ: ولد الزنا.

25) بين المعقوفين ليس في الأصل ولا في بعض النسخ. وقال شارح الخصال: لعلّ بدونه على ‏رواية غير تميم ومعها على رواية تميم.

26) البرص: بياض يقع في الجسد لعلّة.

27) الجذام: علّة تتأكّل منها الأعضاء وتتساقط.

28) حصب: وقود.

29) الهجاء: السبّ وتعديد المعايب، خلاف المدح، ويكون بالشعر غالباً.

30) يؤلب علينا: يجمع الناس ويحرضّهم على عداوتنا.

31) المغنم: الغنيمة. ما يؤخذ من المحاربين في الحرب قهراً.

32) الخصال: 506/2 ح4، عنه البحار: 278/5 ح8 .

33) راجع البحار: 201/60 باب الممدوح من البلدان والمذموم منها.

34) تبوّأ المكان، وبه: نزله وأقام به، وفي التنزيل العزيز: «والّذين تبوّءو الدار والإيمان» الحشر:9.

35) في حديث عن أبي ذرّ رحمه الله قال : سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول: لولا أنا وعليّ ما عرف اللَّه،ولولا أنا وعليّ ما عُبد اللَّه، ولولا أنا وعليّ ما كان ثواب ولا عقاب. البحار: 96/40.

36) وكما ورد في حديث الكساء: إنّي ما خلقت سماءً مبنيّة، ولا أرضاً مدحيّة .... إلاّ لأجلكم.

37) البقرة: 29.

38) كمال الدين: بإسناده عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: لوبقيت الأرض يوماً بلا إمام منّا لساخت بأهلها، ولعذّبهم اللَّه بأشدّ عذابه ... البحار : 37/23ح64.

39) تحف العقول: 37، عنه البحار : 142/77 ح 18.

40) البحار : 37/94 س6 .

41) و42) التوبة: 59و74.             

43) محمّد صلى الله عليه وآله وسلم: 24.

44) ران الشي‏ء فلاناً: غلبه وغطّاه.

45) المطفّفين: 14.

46) كنزالفوائد: 36/2، عنه البحار: 216/10 ح 216، و240/47 ح 25، و384/66 ح52والوسائل: 482/16 ح9.

47) أدمنته: واظبته ولازمته.

48) ص: 36.

49) مجمع البحرين: 1981/3 مادّة ولي، البحار: 329/68 ح1، و332 ح 8 ، و376 ح21.

 

 

 

 

    بازدید : 4954
    بازديد امروز : 19440
    بازديد ديروز : 89459
    بازديد کل : 131325957
    بازديد کل : 91068939