الكلام بلسان آخر
أحد هذين الشّخصين كان أسباني فعندما أراد أخذ الوسادة ووضعها على فم «بتر» وأنفه قال له : «بتر» وبلسان أسباني وهو في حالة صراخ - ذلك اللّسان الّذي لم يكن يعرف منه كلمةٍ واحدة - : كومو - آبودرو - دار - لاموئرنه ! فوضع الرّجل الإسباني الوسادة جانباً وقال : عجبا ، فإنّ هذا الرّجل يقول لي : أنت تخاف من قتلي ! وفي هذه اللّحظة أخذت أفكر في هذه المسألة .
فخيم سكوت فظيع، وفي النّهاية أخذ الرّجل الإسباني يد «بتر» قائلاً : تيقّنت أنّ كلامك صحيح ، ولكن لاتلمني فمن المستحيل القبول بالقوى العجيبة الموجودة في داخلك .
وعلى أيّ حال فقد أخذت قصص «بتر» تشتهر في المستشفيات ، فشعر أنّه سيصبح رجلاً إستثنائيّاً في القريب العاجل ، فأخذ يتأقلم مع هذه الحاسّة ، حيث لم يصبح يخاف منها ، وإنّما أراد بمساعدتها تأمين حياته.
وحينما رجع إلى عائلته لم يعرفه أعضاءها ، فقالت اُمّه : صار ولدي متفكّراً !
فيقول «بتر» نفسه : لاتعلمون العذاب الّذي عانيته وأعانيه ، فحينما كان جيراني يتقرّبون إليّ ويجاملوني ، كنت أقرأ ما يدور في أذهانهم ، وإنّ ما يقولونه هو كذب محض ، وفهمت أنّ حتّى اُمّي وأخي وأخواتي يخفون عنّي قضايا وأشياء كثيرة ، لكنّهم لايستطيعون الكذب عليّ ، وهذا الأمر - أعني كشف حالات الكذب - كان يعذّبني.
بازديد امروز : 0
بازديد ديروز : 245577
بازديد کل : 126625834
|