الإمام الصادق علیه السلام : لو أدرکته لخدمته أیّام حیاتی.
علاقة التقوى والقلب

علاقة التقوى والقلب

إنّ القلب منظومة قوية للإرسال والتسليم وضعها البارئ عزّ وجلّ في وجود الإنسان حتّى يتمكّن من الإستفادة منه في إيجاد العلاقة بين الماضي والحاضر إلى حدّ ما، وهذا الأمر لايتأتى إلاّ من خلال كونه سالماً وقوياً، وكذلك فقد يرتبط  القلب - الخالي من الأوهام والتجاذبات  النفسيّة - أحياناً بأولياء اللَّه ‏الصالحين.

وهنا حقيقة مرّة لابدّ من التطرق إليها، وهي أنّ قلوبنا في مرحلة الغيبة المظلمة لمولانا صاحب العصر والزمان عجّل اللَّه تعالى فرجه الشريف سقيمة وغشّاها أنواع الأمراض الروحيّة.

وبالطبع فإنّ أميرالمؤمنين علي‏ عليه السلام قد صرّح في أحاديثه النورانية عن‏ الحالات المرضية التي تصيب القلب، ووضع لها العلاج المناسب، وهو عمليّة التقوى وآثارها في وجود الإنسان، حيث قال‏ عليه السلام:

فَإِنَّ تَقْوَى اللَّهِ دَواءُ داءِ قُلُوبِكُم.(90)

فإذا لطف اللَّه جلّ وعلا بالإنسان ومنحه التقوى والصلاح فقد عافاه من جميع ‏الأمراض الروحية التي قد تصيبه، فهي قادرة على خلاص الإنسان من فتن‏ الزمان ومهالكه، حيث مثلها مثل السفينة التي تنجي الركاب من الغرق في حالة حدوث الطوفان والأمواج العاتية.

قال الإمام موسى الكاظم‏ عليه السلام نقلاً عن حديث وارد عن لقمان الحكيم:

... فَلْتَكُنْ سَفينَتُكَ فيها تَقْوَى اللَّه.(91)

إذن فهي كالسفينة العظيمة القادرة للوقوف أمام الأمواج العالية تحافظ على‏ الشخص في عدم الوقوع في الفتن والمهالك وهذه حقيقة ثابتة لا ريب فيها.

وعن مولانا أميرالمؤمنين علي‏ عليه السلام أنّه قال :

وَاعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً مِنَ الْفِتَنْ.(92)


90) نهج البلاغة: الخطبة رقم 198.

91) بحار الأنوار: 136/1.

92) نهج البلاغة: الخطبة رقم 183.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

    زيارة : 2807
    اليوم : 102920
    الامس : 164708
    مجموع الکل للزائرین : 139492306
    مجموع الکل للزائرین : 96039373