ذكر دعاء الفرج لحسن بن وجناء
ابن بابويه قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رحمه الله قال : حدّثنا عليّ بن أحمد الكوفي(87) المعروف بأبي القاسم الخديجي ، قال : حدّثنا سليمان بن إبراهيم الرقيّ ، قال : حدثّنا أبومحمّد الحسن بن وجناء النصيبي قال :
كنت ساجداً تحت الميزاب في رابع أربع وخمسين حجّة بعد الصمة(88) ، وأنا أتضرّع في الدعاء إذ حرّكني محرّك فقال : قم ؛ يا حسن بن وجناء .
قال : فقمت ، فإذا جارية صفراء ، نحيفة البدن ، أقول : إنّها من أبناء أربعين فما فوقها ، فمشت بين يديّ وأنا لا أسألها عن شيء حتّى أتت بي [إلى] دار خديجة عليها السلام ، وفيها بيت بابه في وسط الحائط ، وله درجة(89) ساج يرتقى (إليه) ، فصعدت ] الجارية وجاء النداء : إصعد يا حسن[ ؛ فوقفت بالباب ، فقال لي صاحب الزمان صلوات اللَّه عليه :
يا حسن ؛ أتراك خفيت عليّ ؟ واللَّه ؛ ما من وقت في حجّك إلّا وأنا معك فيه .
ثمّ جعل يعدّ عليّ أوقاتي ، فوقعت مغشيّاً على وجهي ، فحسست بيد(90) قد وقعت عليّ ، فقمت فقال لي :
يا حسن ؛ إلزم بالمدينة دار جعفر بن محمّد عليهما السلام ، ولا يهمّنّك طعامك ولا شرابك ، ولا ما يستر عورتك .
ثمّ دفع إليّ دفتراً فيه دعاء الفرج وصلاة عليه ، فقال :
بهذا(91) فادع ، وهكذا صلّ عليّ ، ولا تعطه إلّا محقّي أوليائي ، فإنّ اللَّه جلّ جلاله موفّقك .
فقلت : يا مولاي ؛ لا أراك بعدها ؟
فقال : يا حسن ؛ إذا شاء اللَّه .
قال : فانصرفت من حجّتي ولزمت دار جعفر بن محمّد عليهما السلام ، فأنا لا أخرج منها ، ثمّ أعود(92) إليها إلّا لثلاث خصال : لتجديد وضوء أو لنوم(93) أو لوقت الإفطار ، فأدخل بيتي وقت الإفطار ، فاُصيب رباعياً مملوءاً ماء ورغيفاً على رأسه ، وعليه ما تشتهي نفسي بالنهار ، فآكل ذلك فهو كفاية لي ، وكسوة الشتاء في وقت الشتاء ، وكسوة الصيف في وقت الصيف ، وإنّي لأدخل الماء بالنهار وأرشّ البيت ، وأدع الكوز فارغاً فاُوتي بالطعام ولا حاجة لي إليه ، فأتصدّق(94) به ليلاً لئلّا(95) يعلم بي من معي .(96)
أقول : والظاهر اتّحاده مع ما ذكرناه قبله .
87) الكوى ، خ .
88) العتمة ، خ .
89) درج ، خ .
90) بيده ، خ .
91) فبهذا ، خ .
92) فلا أعود ، خ .
93) النوم ، خ .
94) فأصدق ، خ .
95) لكيلا ، خ .
96) تبصرة الولي : 76 .
بازديد امروز : 195051
بازديد ديروز : 249793
بازديد کل : 126524779
|