التجربة المهمّة للحاج الشيخ حسنعلي الإصفهاني
نذكر قضيّة مهمّة للحاج الشيخ حسنعلي الإصفهاني تدلّ على أهميّة مسألة الإنتظار :
أنّه اشتغل منذ الطفولة بالعبادات والرياضات الشرعيّة وتحمّل زحماتٍ كثيرة للوصول إلى المقامات المعنويّة ، وكتب ما عمل به من الأذكار والأوراد والختومات وكذا الصلوات والآيات في مدّة عمره ولإشتمال ما كتبه على الأسرار والنكات المهمّة لم يجعله في أيدى الناس واختفى ما كتبه .
قال لي المرحوم والدي المعظّم أعلى اللَّه مقامه حول ما كتبه الشيخ :
لقد أعطى الحاج الشيخ حسنعلي الإصفهاني في أواخر أيّام حياته كتابه هذا ، لآية اللَّه المرحوم الحاج السيّد علي الرضوي(1) .
وغرضنا من نقل هذه القضيّة نكتة مهمّة ذكرها الشيخ رحمة الله عليه في آخر كتابه ينبغي أن يستفاد منها كلّ من يسلك طريق المعنويّات ويسعى في السير والسلوك ، وهو هذا :
يا ليت ما عملته من قراءة الأوراد والأذكار والختومات للوصول إلى المقامات المعنويّة كانت في سبيل التقرّب إلى مولانا صاحب الزمان عجّل اللَّه تعالى فرجه .
فانظروا إلى ما قاله الرجل الإلهي المعروف عند الخاصّ والعامّ و إلى إظهار تأسّفه في آخر عمره وتمنّيه في آخر حياته أنّه عمل ما عمل للتقرّب إلى مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه .
لا شكّ في أنّ للحاج الشيخ حسنعلي الإصفهاني قدرة مهمّة روحيّة وقلّ مثله في الشخصيّات البارزة ، ومع ذلك كلّه كانت امنيّته أنّ ما فعله طول حياته كان بقصد التقرّب إلى أمير عالم الوجود . ولم يسع في تحصيل القدرة من أجل شفاء المرضى ولم يجعل ما يشابه ذلك مقصداً لأعماله .
أعظم عبرة للإنسان - في أيّ طريق يسعى - أن يعتبر من تجارب أعاظم الرجال في ذلك الطريق ، وأن يستفيد من جهادهم طول حياتهم وما كسبوه من معارف بعد سنين وسنين . وأن يتوجّه إلى آخر تجاربهم طيلة حياتهم .
عليكم بالدقّة في هذه النكتة :
الإستفادة من التجارب المهمّة لأعاظم الرجال يزيد في القيمة المعنويّة لحياة الإنسان مئات مرّات .
فاسعوا في العمل بما جرّبه المرحوم الحاج الشيخ حسنعلي الإصفهاني وكتبه في كتابه ، واقرؤا الأدعية والزيارات وساير العبادات للتقرّب إلى اللَّه حتّى تكونوا مقرّبين عند وليّه مولانا صاحب العصر والزمان عجّل اللَّه تعالى له الفرج ، واطرحوا المقاصد الصغيرة . وهذه الحقيقة لو عملتم بها لإنتفعتم من حياتكم أكمل الإنتفاع .
1) آية اللَّه ، المرحوم الحاج السيّد علي الرضوي من العلماء الربّانيّين في المشهد المقدّس ؛ وكانت لمرحوم والدي المعظّم رفاقة خالصة معه .
بازديد امروز : 14359
بازديد ديروز : 152531
بازديد کل : 138784350
|